Halyeeyga Guuleysta Ibrahim iyo Qabsashadiisa Shaam 1832
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Noocyada
الأسطول الإنكليزي يدك حصون عكا.
خسارة المصريين.
اتفاق نابييه ومحمد علي.
انسحاب الجيش المصري. ***
يصور لنا الوزير الفرنساوي الشهير فرسينه الحالة بعد ضرب بيروت والسواحل السورية في كتابه «المسألة المصرية» بقوله: إن الحالة تطورت بسرعة فوق سرعة تبادل الآراء بين فرنسا وإنكلترا؛ فالأسطول الإنكليزي - جريا على عادته بالمباغتة - ضرب بيروت في 11 سبتمبر وأنزل فيها الجنود التركية المعدة للعمل في سوريا. والسلطان نفذ بكل شدة أحكام الفصل الملحق بعهد الدول الأربع، فأسقط في 14 سبتمبر من الحكم محمد علي، وولى عزت محمد باشا خلفا له. ووصلت هذه الأخبار إلى باريس في 2 أكتوبر، فأحدثت تأثيرا كبيرا. فاجتمع مجلس الوزراء اجتماعا فوق العادة، ووكل إلى المسيو غيزو في 8 أكتوبر أن يقدم مذكرة إلى اللورد بالمرستون بعبارات موزونة ولكنها حازمة. وختام هذه المذكرة يشعر بأن في القضية سببا للعداء، وذلك بقولهم: «وإنا مستعدون لأن نشترك بكل تسوية مقبولة يكون أساسها بقاء السلطان وبقاء محمد علي. وفرنسا تكتفي بأن تعلن الآن بأنها لا تستطيع أن ترضى من جانبها بتنفيذ حكم خلع محمد علي الصادر من إستامبول.»
ولما وصلت هذه المذكرة إلى لندن، شعرت حكومتها بأنها أغرقت في التطرف، فأرسل اللورد بالمرستون في 15 أكتوبر إلى اللورد بونسوبي سفير إنكلترا في الآستانة «بأن من المستحسن أن يوصي سفراء الدول الأربع المتحالفة عظمة السلطان بكل إلحاح، بأنه إذا أظهر محمد علي في الحال خضوعه لعظمته وتعهد بأن يعيد الأسطول التركي وبأن يسحب جنوده من سوريا كلها وأدنه وكريد ومن المدينتين المقدستين، فإن السلطان من جانبه لا يكتفي بإعادة محمد علي واليا على مصر، ولكنه يمنحه الولاية بالتوارث في بيته.»
ولكن هذه الترضية لم يجدها الرأي العام الفرنساوي كافية؛ لما كان عليه من الهياج والسخط لمحمد علي، ولأنه كان بعد ميثاق الدول الأربع في 11 يوليو متألبا على فرنسا، وذلك هو السبب الذي دعا حكومة الملك فيليب لأن تعد معدات الحرب والقتال، فزادت سفنها الحربية واستعدت لحمل السلاح مرتبتين من مراتب الجيش المستحفظ، وطلبت فتح اعتماد ب 108 ملايين فرنك على أن يطلب من مجلس النواب الموافقة عليه عند اجتماعه.
ولكن الحكومة الفرنساوية مع إرضائها الرأي العام بالتذرع بهذه الوسائل استدعت الأسطول من مياه الشرق؛ لأنه هناك «مادة قابلة للالتهاب»، وحشدت هذا الأسطول في طولون ليكون على قدم الاستعداد للسفر إلى الإسكندرية إذا ما هاجم الحلفاء تلك المدينة. ولكن هذا العمل الذي يجمع بين حسن السياسة وحسن الخطة الحربية وصف بأنه «الفرار» من وجه الإنكليز كما وصف بأنه «ترك» سوريا، وبين هذه الآراء المتناقضة أو بين اختلاط الحابل بالنابل، دعي مجلس النواب للاجتماع في 28 أكتوبر. ويقول المسيو غيزو: ظهرت وقتئذ وتجلت الأخطاء التي ارتكبتها السياسة الفرنساوية منذ ظهور المسألة المصرية؛ لأنا لم نجد في ظرف من الظروف أو في حالة من الحالات موقفا معينا، وكنا دائما موزعين بين العاطفة والعقل، فنحن جعلنا مسألة محمد علي مسألتنا دون أن نبين لذلك حدودا تكون ضمنها وداخلها حمايتنا. وتملكتنا الذكرى فنسينا الضرورات القائمة. وبين تلك الهالة الرائعة من المجد الذي كنا نضفره لمحمد علي، لم ننظر نظرة صادقة إلى مقدريه على مخالفة إدارة أوروبا. ففي إبان المفاوضات صممنا على أن نعطي له الترضية كاملة تامة، ولم ننظر إلى ما كان ممكنا أن يكون لو رفضت هذه الترضية، وتناسينا أن المزاحمين العديدين لا يسمحون بأن يكون لنا التفوق في مصر وسوريا، وأن نتحكم بمصير الشطر الأكبر من أملاك السلطنة التركية. وما رفضت إنكلترا أن تقبله من روسيا لم يكن بالإمكان أن تقبله وترضاه من فرنسا، فلما انقضى عهد الأحلام بات من اللازم النظر إلى الحقائق وجها لوجه واتخاذ موقف نهائي، فإما إلى الحرب وإما إلى التقهقر، وكلا الموقفين صعب عسير. •••
أما قوات الحلفاء في سواحل سوريا، فلم يبق أمامها في تلك السواحل سوى حصن عكا فقط، فأصدرت إنكلترا أوامرها إلى الأميرال روبرت ستونفورد في أواخر أكتوبر بمهاجمة هذا الحصن، فجمع القوات البرية البحرية لهذا الغرض، وتقدم عمر بك قائد قوة صيدا إلى رأس الناقورة بألفي مقاتل، وذهب سليم بك بثلاثة آلاف مقاتل بحرا من بيروت، ما عدا توابير الشغالة والهندسة. وفي 2 نوفمبر اجتمعت القوات البرية والبحرية حول ذلك الحصن، وكان أسطول القتال مؤلفا من إحدى وعشرين سفينة حربية، ولم تكن حامية عكا تزيد على خمسة آلاف.
وفي الساعة الثامنة بعد ظهر 3 نوفمبر وجهت السفن الحربية مدافعها إلى تلك المدينة، وظلت النيران تصب من فوهات 470 مدفعا، حتى خيم الظلام والحامية تدافع دفاعا مجيدا، وكانت المنطقة التي تنصب عليها نيران المدافع لا تزيد على 1500 قدم عرضا، ولا على 3300 قدم طولا. ورووا أن مركبا واحدا من مراكب الإنكليز أحرق في إلقاء القذائف النارية على عكا 160 برميلا من البارود.
Bog aan la aqoon