مقصود إليه بالاشارة والاعراض ان أشير إليها، فانما تتناول الإشارة بالقصد أولا موضوعاتها، ثم تتعين هى بسبب تعين موضوعاتها فلو لا موضوعاتها لاستحال أن يكون إليها اشارة.
أما هى فالاشارة إليها بالعرض لا بالقصد والذات، لكن هذه الخاصية لا تعم كل جوهر، فان الجواهر المفارقة لا اشارة إليها كانت جزئية أو كلية.
والجواهر المحسة اذا أخذت كلية صارت معقولة فخرجت عن امكان الإشارة، فهذه خاصية بعض الجواهر وهى المحسة الجزئية.
ومن خواصه: أن الواحد المتعين منه يكون موضوعا للاضداد بتغيره فى نفسه.
أما الكلى فلا يقبل الأضداد، لأنه لو قبل لكان كل شخص واقع تحته أسود وكل شخص أبيض، اذ الكلى يشتمل على كل شخص فاذا قبل حكما قبله جميع جزئياته.
ونعنى بتغيره فى نفسه أن تعاقب الاضداد عليه لا يكون بسبب تغير فى شيء آخر، بل بتغيره فى ذاته فيخرج على هذا الظن الذي يوصف واحد منه بأنه صادق، ثم يصير هو بعينه كاذبا اذا تغير الشيء المظنون وبقى الظن بحاله.
وكذلك السطح يقبل واحد منه بعينه السواد والبياض وذلك لأن الظن لا يقبل لذاته وبتغير نفسه وحده الضدين بل لتغير الأمر المظنون فى نفسه.
وكذلك السطح انما يقبل الضدين لتغير مزاج الجسم أولا فيتغير السطح بسببه عن ضد الى ضد.
فهذا القدر من الكلام فى الجوهر وخواصه كاف فى هذا المختصر.
Bogga 110