56

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

Daabacaha

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية - مصر

Noocyada

﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ﴾ [النساء: ٨٣] إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها، وقد لا يكون لها صحة. وقد قال مسلم في مقدمة "صحيحه" ... عن أبي هريرة ﵁ عن النبيِّ ﷺ، قال: "كفى بالمرءكذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع" (١). وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: أن رسولَ الله ﷺ "نهى عن قيل وقال ... " (٢). أي: الذي يُكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ولا تدبر ولا تبين، وفي الصحيح: "مَنْ حدَّث عني بحديثٍ يُرى أنه كذب؛ فهو أحد الكاذِبِين" (٣). ولنذكر ها هنا حديث عمر بن الخطاب ﵁ المتفق على صحته حين بلغه أن رسول الله ﷺ طلَّق نساءه، فجاء من منزله حتى دخل المسجد، فوجد الناس يقولون ذلك، فلم يصبر حتى استأذن على النبيِّ ﷺ، فاستفهمه: أطلَّقتَ نساءك؟ فقال: "لا"، فقلت: الله أكبر ... وذكر الحديث بطوله. وعند مسلم: فقلت: أطلقتهنَّ؟ فقال: "لا"، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يُطَلِّق رسول الله ﷺ نساءه، ونزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ

(١) رواه مسلم في "المقدمة" (١/ ١٠) رقم (٥). (٢) رواه مسلم (٣/ ١٣٤١). (٣) رواه مسلم في "المقدمة" (١/ ٩) عن سمرة بن جندب ﵁.

1 / 56