43

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

Daabacaha

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية - مصر

Noocyada

وقال الحسن البصريّ -رحمه الله تعالى-: "إنما يُكَلَّمُ مؤمنٌ يُرجَى، أو جاهلٌ يُعَلَّم، فأما من وضع سيفه أو سوطه؛ وقال لك: اتقني اتقني! فما لك وله؟! " (١) وعن الشعبي قال: أغلظ رجلٌ لمعاوية، فقال: "أنهاك عن السلطان، فإن غَضبَه غضبُ الصبي، وأخذَهُ أخذُ الأسد" (٢). فَائدَةٌ مَعْنَى قَوْلِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ﵁ في الرُّومِ: "إِنَّهُمْ لأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ": قال المستورِدُ القرشي عند عمرو بن العاص ﵁: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ- ﷺ يَقُولُ: "تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أكثَرُ النَّاسِ" فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ، قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: "لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ؛ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا-: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِين وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الملُوكِ" (٣).

(١) انظر: "حلية الأولياء" (٢/ ٢٠٩)، و"التمهيد" لابن عبد البر (٢٣/ ٢٨٢)، و"جامع العلوم والحكم" ص (٣٢٣). (٢) "سير أعلام النبلاء" (٣/ ١٥٣). (٣) رواه مسلم في "الفتن" (١٨/ ٢٢ - نووي)، وحكى الأُبِّيُّ في "إكمال إكمال المُعْلِم" عن القرطبي قوله: "هذه الخلال الأربع الحميدة لعلها كانت في الروم التي أدرك، =

1 / 43