33

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

Daabacaha

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Goobta Daabacaadda

الإسكندرية - مصر

Noocyada

النبي ﷺ: "إنكم سترون بعدي أُثْرة -وفي لفظ: ستلقون بعدي أثرة- فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" (١) وعن أمير المؤمنين معاوية ﵁ قال: سمعتُ النبي- ﷺ يقول: "لم يبقَ من الدنيا إلا بلاء وفتنة" (٢). وقد جعل النبي ﷺ الصبر أوسع العطاء، فقال كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ﵁: "وما أُعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" (٣)، وذلك أن الصبر لا يعقبه إلا السعة واليسر، قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (٦)﴾ [الشرح: ٥، ٦]؛ ولذا قال عمر ﵁: "أدركنا خير عيشنا بالصبر". أَمَا والذي لا خُلْدَ إلا لوجهه ... ومن ليس في العز النيع له كفو لئن كان بدء ابصبر مُرًّا مذاقُهُ ... لقد يُجتني من غِبِّه الثمرُ الحلو وعن المقداد بن الأسود ﵁ قال: ايْمُ الله، لقد سمعت رسول الله- ﷺ يقول: "إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لَمَنْ جُنِّبَ الفتن، ولَمَنْ ابتُلِيَ فَصبر، فَوَاهًا" (٤).

(١) رواه البخاريّ (٧/ ٦٤٤ - فتح) رقم (٤٣٣٠)، والأُثْرة: الانفراد بالشيء المشترك دون من يشركه فيه، وقيل: الشدة. (٢) تقدم تخريجه ص (٩). (٣) رواه البخاريّ (٢/ ١٥٢)، ومسلم باب (٤٢) رقم (١٢٤). (٤) أخرجه أبو داود في الفتن والملاحم، باب النهي عن السعي في الفتن: (٤/ ٤٦٠)، رقم (٤٢٦٣)، وسكت عليه المنذري في "مختصر أبي داود": (٦/ ١٤٨)، =

1 / 33