154

Basair Dhawi Tamyiz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Tifaftire

محمد علي النجار

Daabacaha

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الأُخرى ﴿مِنْ مَعْرُوْفٍ﴾؛ لأَن تقدير الأَوَّل فيما فعلن فى أَنفسهنّ (بأَمر الله وهو المعروف والثانى فيما فعلن فى أَنفسهنّ) من فعل من أَفعالهنَّ معروف، أَى جاز فعله شرعًا.
وقوله ﴿وَلَوْ شَآءَ الله مَا اقتتل الذين مِن بَعْدِهِم﴾ ثمّ قال ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوْا﴾ فكرّر تأْكيدًا. وقيل ليس بتكرار؛ لأَن الأَوّل للجماعة، والثانى للمؤمنين. وقيل: كَرّره تكذيبا لمن زعم أَنَّ ذلك لم يكن بمشيئة الله.
قوله ﴿وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ﴾ بزيادة (من) موافقة لما بعدها؛ لأَن بعدها ثلاث آيات فيها (مِن) على التوالى؛ وهو قوله: ﴿وَمَا تُنْفِقُوْا مِنْ خَيْرٍ﴾ ثلاث مرات.
قوله ﴿فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ﴾ (يغفر) مقدَّم هنا، وفى غيرها إِلا فى المائدة؛ فإِنَّ فيها ﴿يُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ﴾ لأَنها نزلت فى حقِّ السارق والسارقة، وعذابُهما يقع فى الدنيا فقُدّم لفظ العذاب، وفى غيرها قدّم لفظ المغفرة رحمة منه سبحانَه، وترغيبًا للعباد فى المسارعة إِلى موجِبات المغفرة، جَعلَنا منهم آمين.

1 / 155