359

أمير المؤمنين(ع)لقد حكمت علي بالجور وما بهذا أمرك الله تعالى فقال لها يا سلفع يا مهيع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته فلما سمعت عنه هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابا فاتبعها عمرو بن حريث- فقال لها والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا وسمعت أمير المؤمنين(ع)قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما رددت عليه حرفا فأخبريني عافاك الله [ما الذي قال لك حتى لم تقدري أن تردين [تردي عليه حرفا قالت يا عبد الله لقد أخبرني بأمر ما يطلع عليه إلا الله تبارك وتعالى وأنا وما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به فصبرت [فصبر على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعدها أخرى فقال لها عمرو فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك قالت يا عبد الله إنه قال لي ما أكره وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجل ما في النساء من العيوب فقال لها والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومي هذا فقال عمرو فلما رأتني قد ألححت عليها قالت أما قوله بي يا سلفع فو الله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء وأما قوله يا مهيع فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال وأما قوله يا قردع فإني المخربة بيت زوجي وما أبقي عليه فقال لها ويحك ما علمه بهذا [أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك وهذا علم كثير فقالت له بئس ما قلت له يا عبد الله ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله(ص)ووارثه وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله(ص)ولكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا قال وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه فقال له أمير المؤمنين يا عمرو بما استحلك [استحللت أن ترميني بما رميتني به قال أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ولأقفن أنا وأنت من الله موقفا فانظر كيف تخلص من الله فقال يا أمير المؤمنين(ع)أنا تائب إلى الله وإليك مما كان فاغفر لي غفر الله لك فقال لا والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا

Bogga 360