وَقلت أَيْضا (الْبَسِيط)
لَا أوحش الله من انسي بقربكم
وَلَا أَرَانِي فِيكُم غير إيثاري
وَلَا عدمتكم فِي كل نائبة
حفاظ سري وأعواني وأنصاري
فعندكم لَا فقدت الْبر عنْدكُمْ
فرَاغ بالي وأوطاني وأوطاري
يَا سَاكِني مصر قد فقتم بفضلكم
ذَوي الْفَضَائِل من سكان أمصاري
لله دركم من عصبَة كرمت
ودر مصركم الْغناء من دَار ...
واقترح عَليّ السُّلْطَان عمل أَبْيَات يكْتب بهَا إِلَى مصر فَقلت ... أيا سَاكِني مصر ألم تتحققوا
بأنكم لم تَبْرَحُوا سَاكِني قلبِي
حنانيكم زَاد الحنين إِلَيْكُم
فأضعف من صبري وضاعف من كربي
لقد أشفقت من لوعة الْحبّ مهجتي
وَهل مهجة تبقى على لوعة الْحبّ
وَلَو أنني أودعت شوقي كتبكم
لخفت لقلبي محرقا وقده كتبي
بِغَيْر الرِّضَا مني ببعد مزاركم
رضيت بإهداء السَّلَام مَعَ الركب ...
وَقلت (الْكَامِل)
أشتاقكم شوق الظماء إِلَى الحيا ... واحبكم حب النُّفُوس حَيَاتهَا
عَن غَيْركُمْ نَفسِي تلازم صَومهَا
وبذكركم أبدا تديم صلَاتهَا
مَا فاتها حَظّ الأسى لفراقكم
إِن فاتها من وصلكم مَا فاتها
لله مهجتي الَّتِي أَوْقَاتهَا
بِالْقربِ مِنْكُم لم تزل أقواتها
إِن كَانَ صبري قد عدمت ثباته
فصبابتي لكم حمدت ثباتها
يَا لَيْت أيامي الَّتِي قضيتها
فِي قربكم قد عاودت أَوْقَاتهَا
وغدت عُقُود مسرتي مَجْمُوعَة
لَا تَسْتَطِيع يَد الْفِرَاق شتاتها
الله يعلم أَن عَيْني بعدكم
من شوقكم لم تستلذ سباتها
أَنْتُم بِمصْر ذَوُو غنى من طيبها
أَدّوا بذكركم الْفَقِير زَكَاتهَا ...
3 / 64