طالعه صياح جنَاح صحابه وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة بِثَلَاثَة أَيَّام قبل وَفَاة وَالِده وَكَيف يبْقى بعد واحده وساعده ومساعده ثمَّ توفّي شهَاب الدّين بغم ابْنه والكمد وحزنه يَوْم وانتقلا الى جوَار رَحْمَة الْوَاحِد الْأَحَد الْفَرد الصَّمد وَاتفقَ ذَلِك أَوَان وقْعَة الرملة فأصيب السُّلْطَان فِي الشَّام بخاله وَابْن أَخِيه مِنْهُ فِي الْجُمْلَة وَكَانَ هَذَا الشَّهْر ثقيلا وبئا وبيلا أورث عويلا وحزنا طَويلا وَلَوْلَا أَن الله تَعَالَى كَانَ كَفِيلا وَكيلا وَأعْطى كثيرا بعد أَن أَخذ قَلِيلا وَلما عرف السُّلْطَان الْأَحْوَال وَسمع الْأَهْوَال وَعلم الاختلال والاعتلال وَعدم فِيمَا جرى من الْوَقْعَة الرِّجَال وفقد الْأَبْطَال وَأعد للمأسورين من الْخَواص والأعزة الْأَمْوَال سلم إِلَى قَضَاء الله وَقدره ووسع صَدره لورده وصدره وَعلم أَن كل صفو مردف بكدره وَأَن نَفعه فِي الدُّنْيَا لَا يَخْلُو من ضَرَره فَتَأمل انجلاءه بِحسن نظرة وَسَأَلَ الله أَن يجلو دهمه مَا جرى بأوضاح النَّصْر وغرره وَروض المواحل بزهر نضارة ونضارة زهره وَأنْفق أَمْوَالًا استوعبت الآمال واستوجبت من مرض الْأَحْوَال الابلال وأعادت بعد الاعوجاج والاعتلال الصِّحَّة والاعتدال وأمد بنجح الرَّجَاء وَشد الرّحال وعزم الترحال
ذكر الرحيل من المخيم بِالْبركَةِ إِلَى الشَّام يَوْم عيد الْفطر بعد صَلَاة الْعِيد يَوْم الْخَمِيس
وَخَرجْنَا من الْقَاهِرَة لقصد الشَّام بجد الاعتزام وَصدق الاهتمام وَتَقْدِيم الانتقام من الْعَدو ونصرة الْإِسْلَام يَوْم السبت السَّادِس وَالْعِشْرين من شعْبَان وتبعت العساكر السُّلْطَان وَاجْتمعَ إِلَيْنَا كل من عزم على السّفر من الركْبَان وَأهل الْبلدَانِ ورحلنا بالخميس بعد صَلَاة عيد الْفطر يَوْم الْخَمِيس فِي الْأسد والعريس وَكَانَ قد وصل الْخَبَر بالفرنج حِين انفصلوا عَن حماة نزلُوا على حصن حارم فَحَث السُّلْطَان العزائم وَقَالَ لَعَلَّنَا نلحقهم ونرهقهم وبالقتل نوبقهم وبالأسر نوثقهم وَفِي بَحر عسكرنا المجر نغرقهم وبنار الْحَدِيد نحرقهم وبجمعنا الجم نفرقهم وبثباتنا فِي الْمُلْتَقى نقلقهم ونروي الصعاد ونحوي الْبِلَاد ونديم الِاجْتِهَاد وَنُقِيم الْجِهَاد ونطير على سنابل الْهَام من سنابك الجرد الْجَرَاد ونردي إِلَى الْأَعْدَاء وردي الْأَعْدَاء ونعري الْحَدِيد ونلبسهم الْحداد ونجري الْجِيَاد ونجر الأجواد ونحضر القنا ونخرط القتاد
3 / 56