هذه الكتب ليست للتعليم وإنما هي للتربية، هي إنسانية، هي دين يرشدنا إلى المستقبل.
ولكن هل الكتب هي كل ما يربينا وكل ما يثقفنا؟
إن التربية أكبر من الكتب؛ إذ هي أيضا اختبارات وتجارب حتى ليمكن الأمي الذكي أن يحصل على تربية عالية ولو لم يقرأ كتابا، وبالطبع كانت تربيته تكون أفضل وأعم وأسمى لو أنه كان يقرأ الكتب، ولكن هناك أفذاذا، اختبروا الدنيا، يعدون من أسمى الناس إنسانية وصلاحا، مثل أكبر خان السلطان المسلم في الهند؛ فإن هذا الأمي كان فيلسوفا من الطراز العالي، وتجربته الدينية التي قصد منها إلى الإخاء البشري ، لا تزال محل الإعجاب من جميع المفكرين، حين أراد أن يستنبط دينا من الأديان الإلهية الثلاثة، ولكن هؤلاء أفذاذ، والثقافة التي تهدف إلى التربية لا تزال تحتاج إلى الكتب.
ما هو القصد من الثقافة، من التربية؟
هو أن أستطيع الإجابة على هذا السؤال: من أنا؟ من أنا في هذا الكون؟
هو أن أبلغ يقظة الوعي الكوني بالفهم، هو أن أحيا الحياة الإنسانية، وأن أحس الفهم ليس للإنسان فقط بل للكون كله.
هو أن أزيد وعيي للإنسان والكون.
هو أن أجد القصد في الحياة.
ولذلك نقول إن التربية هي مهمة العمر.
فكرة السبرمان عند شو
Bog aan la aqoon