المال والبنون زينة الحياة الدنيا
فهو سبحانه أيضا قال:
إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم . الله وحده يعرف برحمته أين يكمن الخير لعباده. - فإذا رضيت أنا فما ذنب هناء. - أخبرها وخيرها. - طبعا لن تقبل الطلاق من أجل هذا. - هذا هو الأغلب. - هل أطلقها؟ - وهل دخلت إلى قلبها لتعرف أي الأمرين أحب إليها؛ أن تبقى معك بلا أولاد أم تتزوج من غيرك لتنجب؟ ألا يجوز أن يكون طلاقك لها أشد مرارة عندها من عدم الإنجاب؟ - وكيف أدري؟ - تدري من معاملتها لك ومعاملتها للحياة، فاصبر ولا تتعجل. - أمري إلى الله. •••
وفي الطريق إلى القاهرة خطرت برأس شهاب فكرة أنس إليها ووجد فيها الخلاص من حيرته. حاولت هناء أن تعرف منه ما يشغله، ولكنه أصر على الكتمان، ولم تفز منه إلا بجملة واحدة وهما يقتربان إلى القاهرة، بعد أن ومضت هذه الفكرة في خاطره واطمأن إليها: بعد وصولنا بساعة ستعرفين كل شيء.
بلغا القاهرة وأنزل الخدم الحقائب وقال لها شهاب: سأذهب إلى مشوار سريع وأعود حالا.
ما هي إلا بعض الساعة حتى كان شهاب جالسا مع زوجته، وصمت قليلا وهي تتحرق شوقا لتعرف ما يعانيه زوجها.
أخرج شهاب من جيبه ورقة وأعطاها لهناء وهو يقول: اقرئي هذه.
وقرأت وتولاها الذهول: ما هذا؟ - ألم تقرئي؟ - لماذا؟ - لأني عرفت من الطبيب أنني غير قادر على الإنجاب. - ومعنى هذا أن تكتب هذه الورقة! ألا تسألني؟ - أعرف ما ستجيبين به. - إن تصرفك تصرف فارس شريف، وأنا أقبل ما صنعت لسر واحد لا تعرفه أنت، وأعرفه أنا لأني درست القانون. - ما هو هذا السر؟ - إن إعطاء العصمة لي لا يمنعك حقك في الطلاق أنت أيضا حين تشاء؛ فأنت لم تتنازل عن حقك في الطلاق كما يظن عامة الناس وأفلام الشاشة، وإنما معناه فقط أنك أشركتني معك في الاختيار. أنت رجل عظيم، وطظ في الأولاد.
وطفرت دمعتان من عينيها استقبلهما بكاء عالي النشيج من شهاب، كأنه يطلق به كل ما عاناه في هذه الأيام. وقامت الزوجة واحتضنت زوجها وراحت تربت ظهره في حب وحنان وكأنها تعلن إليه إصرارها على الحفاظ عليه.
الفصل الثامن عشر
Bog aan la aqoon