وجاءها صوت الحاج حامد: اطمئني، شهاب عندنا. - الله يطيل عمرك يا حاج، الله يخليك.
ووضعت السماعة وقال فائق: الحمد لله. - الآن ننام. - تصبحين على خير. - لقد أصبحنا فعلا أو نكاد. - سأذهب إليه. - طبعا. •••
لم يكن هارون مرحبا بالذهاب إلى بيت أبيه، ولكن حميدة في هذه المرة قالت له في حزم: إن لم تذهب معي فسأعود من البلد إلى بيت أبي. ولأول مرة يسمع هارون هذا التهديد، فلم يجد مناصا من الذهاب. •••
وفي السيارة اتفق ثلاثتهم ألا يفاتحوا شهاب في الموضوع مطلقا. وحين وصلوا رحب الحاج حامد ترحابا شديدا بحميدة وبفائق، وسلم سلاما فاترا على هارون، أما الحاجة توحيدة فقد رحبت بالجميع. وقال شهاب: كيف استطعت المجيء يا أبي؟ - أمك يا سيدي. - لقد توقعت أن تقول هذا.
وقال هارون: المسألة لا تستحق هذه الهوسى.
وقال الحاج حامد: هل من الهوس أن تزور أباك وأمك؟ يا خسارة! - مشاغلي يا أبي لا تتصورها. - أعرف أنك والحمد لله قد أصابك السعار.
وقالت الآم: أتكتفي بأن ترسل إلينا مالا في كل شهر ولا تأتي؟
ورأى الحاج حامد الدهشة على وجه هارون. لم يستطع هارون أن يخفيها، بل قال في لعثمة: ... مالا!
وقالت الأم في سذاجة: نعم، الراتب الذي ترسله كل شهر. أتظن أن الأم والأب يكفيهما المال؟ - نعم. - ألم تسمع؟ - آه إن مكتبي يرسله كل شهر.
وصمت وقد حسب أنه قد خرج من المأزق، ولكن عقله كان حائرا حيرة كبرى. إنه واثق أنه لا يرسل شيئا، وواثق أن مكتبه لا يرسل شيئا، فما هذا المال الذي تتكلم عنه أمه؟
Bog aan la aqoon