وقال عبد المجيد في ثورة مكبوتة: بلا شرف؟ - هذه ألفاظ لا شأن لها بالسوق.
وقال سعدون: بل التجارة شرف يا ابني. لا حول ولا قوة إلا بالله!
وقال هارون لينهي المناقشة: أستأذن أنا ... سلام عليكم.
وقال عبد المجيد: الله يخرب بيتك كما خربت بيتي ... مع السلامة. ولماذا السلامة؟ مع الموت والخراب إن شاء الله.
وانصرف هارون، وتجهم المجلس، وقال سعدون: لا علينا، نعود إلى ما كنا فيه.
وعندما حان انصرافهم همس سعدون في أذن عبد المجيد: أنت بكرة في المكتب؟ - إن شاء الله. - انتظرني الساعة الثانية عشرة. - أهلا وسهلا.
سعدون في طبيعته هادئ خجول، ولعل كثرة قراءته زادت من خجله هذا.
لا يزول عنه خجله إلا حين يشرب. وكان في مجلسه من عبد المجيد أسيفا يكاد الحياء يرتج شفتيه، ولكنه كان مصمما أن يقول ما يريد قوله: أنا آسف. - وأنت ما ذنبك؟ - علي الأقل عرفته عن طريقي. - كان يمكن أن أعرفه عن طريق أي إنسان. - على كل حال أنا أشعر كأنني أنا المذنب. - الأمر لله. - أنا لا أستطيع أن أعوضك عن الخسارة التي لحقت بك، ولكنني أرى من واجبي أن أخفف وقعها عليك. - أنا شاكر مشاعرك على كل حال. - المشاعر في هذه المواقف لا تعني شيئا. - لا يملك الناس غيرها. - عبد المجيد، لك عندي في كل شهر مائتا جنيه. كنت أتمنى أن أقدم لك أكثر ولكن ... - ما هذا الذي تقول؟! - ما سمعت. - وكيف أقبل؟ - لتفكر أولا كيف تعيش مستورا.
وصمت عبد المجيد وأطرق، ولم يستطع أن يرد دمعتين تحدرتا على وجنتيه. - لا أستطيع في حالتي التي أنا عليها اليوم أن أمتنع، فإن تكن كرامتي ترفض فحاجتي تلح. - أخوك ويقف إلى جانبك. - ونعم الأخ! - سلام عليكم. - مع ألف سلامة مع الشكر ... لا أستطيع ...
واختنق مرة أخرى بالبكاء. - السلام عليكم. •••
Bog aan la aqoon