هو ابني وأنسي أجره لي وعزني ... على نفسه رب إليه ولاؤها
فإن احتسب أؤجر وإن أبك أكن ... كباكية لم يغن شيئا بكاؤها
فقال الشيخ: إنا لم [نزل] نسمع أن الجزع إنما هو للنساء، فلا يجزعن رجل بعدك. ولقد كرم صبرك، وما أشبهت النساء، فأقبلت عليه بوجهها، وقالت: إنه ما ميز أمر بين جزع وصبر، إلا وجد بينهما منهجين بعيدي التفاوت في حالتيهما، أما الصبر فحسن العلانية، محمود العاقبة [وأما الجزع: فغير معوض عوضا مع مأثمه] ولو كانا في صورة رجلين لكان الصبر أولاهما بالغلبة، وبحسن الصورة، وكرم الطبيعة في عاجل الدين وآجله في الثواب، وكفى بما وعد الله عز وجل فيه لمن ألهمه الله إياه.
وقيل لأعرابية مات ابنها فصبرت: ما أحسن عزاءك! فقالت: إن فقدي إياه أمنني المصيبة بعده.
وأنشد بعضهم في معناه:
Bogga 94