وروي عن الحسن البصري [رحمه الله] ((أنه جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد! إنه كان لي ابن صغير فمات، وإذا رأيت شيئا مما كان يلعب به جزعت من ذلك جزعا شديدا. فقد خفت أن يحبط بذلك أجري. قال: لن يحبط الله [تعالى] أجرك، فإذا رأيت شيئا من ذلك، فقل: اللهم اجعله لي أجرا، اللهم اجعله لي فرطا)).
ومما يؤثر: من صبر من أصيب بأحبابه، وتعزى بحسن العزاء عن مصابه، ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((مات ابن لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة حتى أكون أنا أحدثه قال: فجاء فقربت إليه عشاء، فأكل وشرب قال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك. فوقع بها. فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها. قالت: يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا. قالت: فاحتسب ابنك. قال: فغضب وقال: تركتيني حتى تلطخت ثم أخبرتيني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان، فقال رسول الله: بارك الله لكما في [غابر] ليلتكما. قال: فحملت)) وذكر الحديث.
وفيه ((فولدت غلاما، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح وجهه، وسماه عبد الله)) خرجاه في ((الصحيحين))، وهذا لفظ مسلم مختصرا.
Bogga 86