============================================================
القسم الثلاثون : التجارة والسفر لابتغاء الرزق قال الله تعالى (فامشوا فى منا كبها وكلوا من رزقه) وقال (وآخرون يضر بون فى الأرض يبتغون من والهوام كل مايدب من الحيوان وان لم يقتل كالحشرات . ومنه قوله لكعب أتوذيك هوام رأسك يعنى القمل . ثم منها مايستحب قتله للمحرم وغيره وهى المؤذيات كالحية والعقرب والنمأرة والقراد والبق والبرغوث والتممل وسام أبرص والوزغ قال صلى الله عليه وسلم " من قتل حية فكانما قتل كافرا" وقال صلى الله عليه وسلم " من قتل وزغا فى أول ضربة كتب له مائه حسنة . وفى الثانية دون
ذلك . وفى الثالثة دون ذلك" رواء مسلم. ومنها ما يكره قتله وهومالا يظهر فيه نفع ولا ضرر كالخنافس والجعلان وبنات وردان . ومنهانوع يحرم قتله كالضفدع والثمل والذر ونحوها . قال النقاش ويقال قتلها ينقص من رزق المرء ولا يجوز احراق شىء من الحيوان فى النار حيا والله أعلم . وقوله واخشرشنوا هو من الخشونة فى اللباس والطعم . واخشوشبوا- بالباء - شبيه به وهو كل شيء غليظ خشن فهو حشن وخشب وهو من الغلظ وابتذال النفس فى العمل.
والاحتفاء فى المشى ليغلظ الجسدويصلب. وقد قال صلى الله عليه وسلم "تمعددوا واخشوشنوا وانتعلوا وامشوا حفاة" وقوله تمعددوا فيه قولان يقال هو من الفلظ أيضا . ومنه قيل للغلام اذا شب وغلظ قد تمعدد قال الراجز: ربيته حتى اذا تمعددا * كان جزائى بالعصا أن أجلدا يتال: تمعدودا تشهوا بعيش معد . وكانوا أهل قشف وغلظ فى المعاش.
يقول فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزى العجم . قال فضالة : كان النبى صلى الله عليه وسلم ينهانا عن كثير من الارفاه . وكان يأ مرنا أن تحتفى أحيانا . وقد كان الصحابة رضى الله عنهم يمشون حفاة ويصلون على الارض بلاسجادة .
ويأ كلون الطعام المديس بالدواب وهى قد تبول عليه. ويمسحون أيديهم بعد القمر بأخمص نعالهم . أو يعر كونها بالتراب ثم يصلون من غير مس ماء.
وعدو الاشنان بدعة . ولم يحترزواعن عرق الدواب المتمرغة بالنجاسة. عمدوا الى الباطن فطهروه تأديبا وهذبوه تهذيبا . ووقهوا في الظاهر على ماجوزه الشرع تقريبا وترغيبا
Bogga 201