Inta ka Haray Waqtigu Saacad
الباقي من الزمن ساعة
Noocyada
فقال وهو يرنو إلى جدته: الأعمار بيد الله وحده.
لو تيسرت له حياة الأعيان لتزوج من سهام عند الانتهاء من الثانوية العامة؛ ليسكت هذا الجوع الضاري الذي يغرز في جوانحه خناجر مبللة بالشهد. وفي تلك الأيام خسر الاجتماع الأسبوعي للأسرة حرارة الشباب. ولم يعد يشهده إلا محمد ومنيرة وألفت، ومع أن اختفاء سليمان بهجت لم يدهش أحدا إلا أنه لم ينقطع تماما، كذلك سهام كانت تجيء في أغلب المرات، ولكن أين شفيق، أين أمين، أين علي؟! وتسأل سنية المهدي فيكون الجواب إنهم في رحلة، سينما، مع أصحاب. - ألا يبادلونني الأشواق؟
فتقول منيرة: إنهم يحبونك يا ماما ولكن سرقتهم الدنيا!
غزت صداقة جديدة صدر شفيق ممثلة في عزيز صفوت، زميل المدرسة، لأب بسيط موظف في محل تجاري، متقشف الحياة والمظهر، لكنه متنوع الحديث، ويعكس حديثه دأبه على غشيان دار الكتب؛ فأثار حماس شفيق، بل وسهام أيضا. وكانت ألفت تتابع حديثه أحيانا فقالت لشفيق: صديقك لا يعجبه شيء!
وقال له أبوه محمد: إني لا أحب هذا النوع من البشر، ولا أحب الاختلاط، ولكني أنصح ولا أفرض وصايتي، والعاقل من لا يسلم برأي حتى يمتحنه.
وكان موقف محمد من العهد قد عرف مع الزمن لشفيق وسهام، كما عرف لأمين وعلي، فاستطاع الرجل أن يقول لشفيق أخيرا: الإسلام هو الدعامة والهدف.
فقال شفيق: وإني لمسلم يا بابا ولكني ناصري أيضا!
ولم يكن عزيز صفوت ضد الناصرية ولكنه لم يكن ناصريا بالدرجة التي يرضى عنها شفيق أو سهام. أما إذا انفرد أحدهما بالآخر في مقهى فكان حديث المرأة يستقطب جل الاهتمام. كانا يطاردان النساء بأعين جاحظة، ويقول عزيز: حينا بولاق حي شعبي وبه فرص لا بأس بها!
فيقول شفيق: إنها أزمة لا حل لها.
فيقول عزيز متهكما ببنطلونه القديم وقميصه الرمادي الرخيص: تلزمنا سيارة أو شقة خصوصية!
Bog aan la aqoon