فو الحرمة والحرم أن بقي بها أبطحي إلا قال هذا شيبة الحمد فتتامت عنده قريش وانقض إليه من كل بطن رجل فتسنوا والتمسوا الركن وارتقى أبا قبيس فطفق القوم يدفون حوله ما إن يستوسقهم مهلة حتى قر بذروته واستوكفوا جنابيه ومعه رسول الله ﷺ لى الله عليه وآله وهو يومئذٍ غلام حين أيفع أو هم أو كرب فقام عبد المطلب فقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت عالم غير معلم ومسؤول غير مبخل وهذه عبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم التي أكلت الظلف والخف اللهم وأمطرنا غيثًا مريعًا مغدقًا قالت فما راموا والبيت حتى انفجرت السماء بمائها وكظ الوادي فأسمعهم بثجيجه فسمعت شيخان قريش وجلتها وهي تقول هنيئًا لك أبا البطحاء أي عاش بك أهل البطحاء وفي ذلك تقول رقيقة:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلوذ المطر
فجاد بالماء جون له سيل ... فانتعشت به الأنعام والشجر
منّ من الله بالميمون طائره ... وخير من بشرت يومًا به مضر
مبارك الأمر يستسقي الغمام به ... ما في الأنام له شبه ولا خطر
1 / 52