قد كان مذخورًا لكل عظيمة ... فاليوم أبرزه الزمان مصونًا
فقال عمرو بن العاص وهي القائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكًا ... هيهات ذاك وما أراد بعيد
منتك نفسك في الخلاء ضلالة ... أغراك عمرو للشقاء وسعيد
فارجع بأنكد طائر بنحوسها ... لاقت عليًا أسعد وسعود
فقال سعيد يا أمير المؤمنين وهي القائلة:
قد كنت آمل أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أمية خاطبًا
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم ... وسط الجموع لآل أحمد عائبًا
ثم سكت القوم فقالت بكارة نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين واعتورتني فقصر محجني وكثر عجبي وعشى بصري وأنا والله قائلة ما قالوا لا أدفع ذلك بتكذيب فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين فقال معاوية أنه لا يضعك شيء فاذكري حاجتك تُقضى فقضى حوائجها وردها إلى بلدها " وحدثني " عيسى بن مروان قال حدثني محمد بن عبد الله الخزاعي عن الشعبي قال استأذنت بكارة الهلالية على معاوية فأذن لها فدخلت وكانت امرأة قد أسنت وعشيَ بصرها وضعفت قوتها فهي ترعش بين خادمين لها فسلمت ثم جلست فقال معاوية كيف أنت يا خالة قال بخير يا أمير المؤمنين قال غيرك الدهر قالت كذلك هو ذو غير من عاش كبر ومن مات قبر ثم ذكر الحديث على ما رواه سعد بن حذافة.
في حديث عبد الله بن عمر ومن قول عمرو وسعيد ومروان ورواية في الحديث قالت ان عشى بصري وقصرت حجتي فأنا قائلة ما قالوا وما خفي عليك أكثر فضحك معاوية وقال ليس بما نعى من برك يا خالة غير عدم مجيئك قالت أمّا الآن فلا.
1 / 40