Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Noocyada
إني لا أعلم ما في الغد.
سيلفيا :
أود أن أمد إليك يد المعونة.
زانيتو :
لست في حاجة إليها، وربما لا أخطو خطوة واحدة بعد جميع ما مضى، وإن نفسي تحدثني بأمر ذي بال، وذاك أن مثلي من لا يعلم له أبا ولا أما لا يبعد أن يكون ابن قروي حقير أو ابن سيد أمير، ولكن يغلب على ظني أني ولدت في صبيحة يوم جميل من أيام الربيع؛ لأن شعاع السرور المرتسم في رأسي يمنعني أن أظنني يتيما، ولغاية الآن، وأنا جائل كالفلو
20
فرحا مرحا، لا أطمع في عيش أرقى مما أنا فيه، ولكنني يلزمني أن أبوح لك يا سيدتي بما يخالج صدري لما آنسته منك من اللطف والرقة في مخاطبتي، فقد عاودتني الذكرى القديمة المبهمة، فتذكرت أختالا أعلم الآن خبرها وما فعل بها الدهر.
وحينما أفهمتني حقيقة المأوى الذي تكتنفه السعادة من كل صوب وهو بعيد عن أعين الناس تظله النباتات الجميلة التي اكتست بأبهى الأزاهير، أراني الآن قد ابتدأت أن أشعر بوطأة التعب والنصب مما تكبدته من مشاق الترحال والأسفار.
ولقد تاقت نفسي لما عرضته علي، وأراني منقادا طائعا لنصحك، فكوني طيبة القلب كما أنت جميلة الطلعة، أفلا تجربين إذن أن تحفظي هذا الطير الشارد بجانبك ليألف ويستأنس بعد نفوره؟!
وإني أعاهدك بأن أهجر عيشتي السابقة التي لا نظام لها وأعيش هنا، ولا قصد لي أن أقضي عامة اليوم جالسا على وسادة تحت قدميك، أسامرك بما يقتل الوقت وأشنف منك السمع بأناشيد ترنح منك الأعطاف وترقص ما يجول بخاطرك من الأماني والآمال.
Bog aan la aqoon