Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Noocyada
أرعني سمعك، وانظر هذا الغاب، وأصخ
40
لتغريد الطيور في أوكارها المحجوبة عن الأبصار، وهذه الجلبة تقترب منا، من ضحك، وأصوات، ووقع أقدام منبعثة من أعماق هذه الأدغال السحيقة، وقد رمى البدر لألاءه الفضي على سوادها، وفيها يسمع رخيم نغمات مزاهر جبال «انسبروك»، التي تمتاز بجلجل مقبضها التي ترن فيه حبة من الرمل، فيختلط هناك صوت الإنسان بهذه النغمات مما يحدث أشبه بلحن مبهم.
هيا إن أردت أن نتيه في عالم الأحلام، فنركب جوادين من حسان الخيل المطهمة، وإنك لتجذبين إليك قلبي إذ أريد أن أنتشلك من بين أسرتك.
نحن سائران يطربنا شجي شدو العنادل
41
في هذا الغاب إذ أنا سيدك وفريستك، فلنسافر فقد اقترب النهار من الرحيل، وسيكون جوادي الفرح وجوادك الحب، وسيسيران جنبا لجنب ورأسا لرأس، وسنطعمهما في رحلتنا هذه الشائقة قبلا بدل الشعير، وإنهما يترافسان إذ يضرب فرسي برجله في أحلامي، ومهرك يرفس في كبد السماء، ونحن في سفرتنا هذه في حاجة لرحل يتركب من دعواتنا وسعادتنا وبؤسنا والزهرة التي في شعرك الجميل.
خيم الظلام واسودت أشجار البلوط، وقد ضحك منا الشحرور ساخرا من وسواس
42
السلاسل التي ربطت بها قلبي، وليس الذنب ذنبي إن لم تهمس إلينا الأدغال
Bog aan la aqoon