180

Badda Dhexe

البحر المتوسط: مصاير بحر

Noocyada

ولما برز الفيكنغ من ضباب بحار الشمال إلى زرقة البحر المتوسط حوالي سنة 1040 أرسل أحد أباطرة بزنطة إلى أثينة الأمير هارولد القائم بخدمته، وقديما كانت الأسماء تنتهي ب

as

أو

es ، فسمعت في هذا الحين أصوات جديدة، فقد صار فرسان أثينة يتسمون سنوريزون وهاكون وأسباكسون، وتورم وإيفار أيضا، وقد استذلوا أهل أثينة متعللين بأن هؤلاء الأهلين كانوا قد عاهدوا غزاة البلغار.

وكان أبناء الشمال أولئك يحبون النساء الشرقيات اللائي كان يلوح اتصافهن بما ليس عند نسوتهم، واللائي كن عارفات بالغرام أحسن من غيرهن، وقد تكررت قصة هيلانة الحسناء، فتزوج مانويل كومنين، وكان أريستوقراطيا إغريقيا ارتقى إلى العرش، أجمل نساء اليونان؛ أي ابنة الأميرة كونستانس الأنطاكية والكونت ريمون البواتي، وتكشف لنا هذه الأسماء الروائية وحدها عن اختلاط دم الأميرة. ويصل كونت طرابلس، الذي كانت أخته مليزاند قد أعدت للإمبراطور، إلى بحر إيجه مع اثنتي عشرة سفينة حربية منتقما بالقتال والنهب كما في أيام حرب تروادة. وتنم أقاصيص ذلك الزمن على انطلاق الأهواء في الأديار أو على الغصب والخطف عن شهوات، وذلك على حين كان رهبان جبل أتوس ينظمون قصائد دينية. وكان من اليهود علماء يشتركون في ثقافة يونان ذلك الزمن المولدة، وقليل من هؤلاء من كانوا تجارا، وكثير منهم من كان، على العكس، يتعاطى حياكة الحرير وصباغته، ومن بينهم اشتهر أطباء كالطبيب الخاص للإمبراطور مانويل ذلك.

وما كان من فتح بزنطة مرتين، مرة من قبل «الفرنج» في سنة 1204، ومرة من قبل «الترك» في سنة 1453، ألقى نورا وظلا على تاريخ الإغريق في وقت واحد، وقد كانت أثينة وإسبارطة مدينتين تابعتين كما كانت الجزر من ولايات الإمبراطورية. وكان جميع هذه البقاع حاقدا، وما كان ليتغلب تماما على ما يساوره من حقد شعب مقهور، وقد كان لعهد الصليبيين النصراني من النتائج ما يخالف العهد الإسلامي مخالفة تامة.

ومن المحتمل ألا يكون البحر المتوسط قد رأى من اختلاط العروق ما هو أبرز مما نشأ في صقلية حوالي سنة 1000، وفي بلاد اليونان بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، وما أكثر من تجمع فوق ذلك البلد الصغير من المغامرين الغربيين على الخصوص! وكان يوجد هنالك مزيج من شعوب بالغة القدم؛ أي من الأرمن الذين استقروا هنالك في القرن الرابع، ومن الزيغان الذين جاء أجدادهم من السند فأقاموا هنالك في القرن السابع، ومن اليهود المضطهدين في الغالب، ومن المحتمل أن تصادف في بلاد الإغريق الحاضرة قرى مهجورة عمرها العبريون والزيغان.

ثم يأتي من الشمال فاتحون من صربية ورومانية، ويأتي من الغرب جنود من قطالونية، وفرسان من الفرنج على الخصوص، وكان القتال يدور بين الجميع، وكان أمراء الغرب الإقطاعيون هؤلاء يكافحون الكنيسة الرومانية والقسطنطينية معا، وذلك لاستمرار هذه المدينة على الرغبة في استرداد ما فقدته من الأملاك، وقد نالوا ألقابا فخمة مع قليل سلطان ومع نزاع على أرض كلاسية،

27

وقد اكتسب هذا الدور لون فصل روائي من كل شيء.

Bog aan la aqoon