130

Badda Dhexe

البحر المتوسط: مصاير بحر

Noocyada

į ، وهل كان يسوع مساويا للرب أو شبيها بالرب؟ وما عبر عنه في اليونانية ب

o

تجاه

įo

من الاختلاف كان أكثر من حرف في الحقيقة. وكان أحد آباء الكنيسة (أنسطاس الإسكندري) قد أثبت اتحاد الأب بالابن، فأدرك جميع المؤمنين الغربيين ذلك إدراكا جليا، ومع ذلك كان الناس في الشرق يستمعون مختارين إلى مذهب أب آخر من آباء الكنيسة، إلى مذهب أريوس، فكانوا يدعون آريين، ولم يكن يسوع في هذا المذهب غير مخلوق من الله؛ أي ليس واحدا مع الله، ولم تحل المعضلة بذهاب مؤتمر نيقية إلى قول الأنسطاسيين (الكاثوليك) ضد الآريين، بل اشتدت المسألة أكثر من قبل وغدت موضع نقاش عنيف في قرون كثيرة، وقد صار هذا النزاع عاما بين الأمم واستحر مع الزمن مقدارا فمقدارا. ومن مظاهر الحياة الروحية في ذلك العصر أن كان الناس يتنازعون حول مسألة لاهوتية بدلا من الموضوعات الاقتصادية، ولم ينشأ هذا النزاع في الشعب عن أية مصلحة شخصية كانت، وعلى العكس كان النزاع في القصور يدور بين البطاركة والبابوات، وبين البابوات والملوك، حول أمور الصدارة؛ وذلك لأن حق تقدم أسقف رومة على جميع أحبار العالم كان غير مسلم به بعد، وتثير كلمة «أنت بطرس» المشهورة التي وردت في إنجيل متى وتفسيرها الروماني أهواء أساقفة أنطاكية والإسكندرية وغيرهما من المراكز الدينية.

وبما أن المجامع الدينية كانت متخالفة فقد كان القرار حول علاقات يسوع بالرب الأب يتوقف في الغالب على الأميرة، أو الخصي الذي كان يؤثر في إمبراطور القسطنطينية أيام انعقاد المجمع الديني، وما كان من نزاع حول الحرف

į ، الذي كان في البداءة رمزا بسيطا ذا قيمة عميقة مثيرة للوجد، تحول بالتدريج إلى وغي حرب بين الأحزاب التي دافعت بدورها عن حقها الإلهي بهذا الحرف، وكانت تقع انفصالات في الكنيسة التي لا تزال فتية، فانفصل نصارى سورية ومصر عن العقيدة التي اعتنقت على العموم، ولا يزال الأقباط ونصارى الشرق منفصلين حتى زماننا، وكان للأباطرة خيار في أن يكونوا من الملحدين في مصر أو رومة، وقد صور الأباطرة في ذلك الحين بأكاليل حول رءوسهم مع مطارنة خاشعين وراءهم، وقد انتقم البابوات من أولئك بأن صوروا جالسين على عرش مع تقديم تاج إلى إمبراطور قصير، فعن هذه الألواح المختلفة غاب الرب منذ زمن طويل.

وكان الكرسي الأسقفي يرمز إلى ارتباط أساقفة رومة بقيصر وإلى أنهم نالوا سلطانهم منه كما نالوه من الرسل، وكراس رخامية مثل ذلك، كما لا يزال يرى مثلها في سان غريغوريو، كانت تصور عرشا زمنيا موزعا لحق السلطة، لا للحب والخضوع.

أولم يكن أحد الأساقفة جابي ضرائب وموزع وظائف معا؟ وكانت مطاليبه تهب له سلطانا، وقد صيغ هذا السلطان بانتقال الملوك وبقاء يسوع، وقد زعم أسقف رومة أنه ممثل الروح والإيمان وأنه فوق الأمم، وكانت رومة حيث وجد القياصرة والرسل، وهكذا كانت رومة العاصمة لولاية ضعيفة، والمعبدة أيضا، تصبو إلى السمو فوق المدينة الإمبراطورية بزنطة، ولما أراد سان أنبواز الميلاني معاقبة الإمبراطور ثيودوز لمذبحة أمر بها ورضي الإمبراطور بهذا العقاب بدأت صفحة تاريخ جديدة.

واكترث جوستينيان لجميع هذه المسائل اكتراثا فعالا، ويموت في الثانية والثمانين من سنيه بعد أن قضى نصف حياته في الحكم، ويراد قياسه بملك الوندال جنسريك الذي طال عهده مثله، غير أن هذا القياس غير سائغ، وماذا بقي من الجرمان بأفريقية في الحقيقة؟ بقيت ذكرى للفوضى والقسوة التي كانت أجدر بالغابات الابتدائية في جرمانية، ولم يحفظ التاريخ من عهد جنسريك غير ظهور الوندالية

Bog aan la aqoon