============================================================
187 فصل (في إثبات الرسالة] لما ثبت أن للعالم صانعا عالما حكيما، فمن حكمته أن لا يعطل عبيده عن الأوامر الاوالنواهي؛ لأنه لو عطلهم لا يكون حجة عليهم يوم القيامة، ثم الأمر والنهي إنما يكون بالخطاب في المشافهة، ولا وجه إلى الخطاب بالمشافهة؛ لأن الدار دار ابتلاء، والإيمان ال بالغيب فريضة، وفيه الولي والعدو ، فلو خاطبهم في هذه الدار لا يكون فرقا بينهما، خطابهم بالسفير وهو الرسل، وبعث إليهم منهم في كل عصر وزمان رسولا من وقت آدم إلى نبينا محمد ول، وجعل لهم معجزة خارجة عن الطبع والعادة؛ لإلزام الحجة عليهم.
ثم الدليل على نبوة نبينا محمد الآيات الباهرة، والحجج الظاهرة، منها: القرآن، الوانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتسبيح الحصا في يده، وتكثير الطعام القليل ببركة دعائه.
الو أما معجزته في القرآن فمن وجهين أحدهما: من جهة لفظه ونظمه وإيجازه الاو اختصاره واشتماله على معان كثيرة تحت ألفاظ قليلة.
الوالثاني: من جهة المعنى؛ لأنه أخبر عن علم الغيب، فكان كما قال، ومنها قوله تعالى: لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله *امنيب} [الفتح: 27] فكان كما قال.
{فتمنوا الموت إن كنثم صكدقيب} [البقرة: 94] فكان كما قال؛ لأن اليهود الوجدوا في التوراة إذا تمتوا الموت يموتون، فامتنعوا عن ذلك، وكذلك دعاء النصارى
Bog aan la aqoon