الله عنده، فإن الله ينزل العبد حيث أنزله من نفسه" (١) .
وقال عبد الله بن بسر: أتى رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام كثرت عليّ فأمرني بشيء أتشبث به، فقال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله تعالى" (٢) .
وفي الخبر عن رسول الله ﷺ أنه قال: "ما من يوم إلا وبقاع الأرض تنادي بعضا بعضا: يا جارة، هل جاز عليك اليوم ذاكرا لله تعالى" (٣) .
إخواني، إذا صعدت الملائكة من مجالس الذكر، قال المولى جل علاه: يا ملائكتي، أين كنتم، وهو أعلم، فيقولون: يا ربنا، أنت أعلم، كنا عند عبادك يسبّحونك ويقدّسونك ويعظمونك ويمجّدونك ويسألونك ويستغفرونك ويستعيذونك، فيقول: يا ملائكتي، وما الذي طلبوا؟ ومما استعاذوا؟ فيقولون: يا ربنا أنت أعلم، طلبوا الجنة، واستعاذوا من النار، فيقول: يا ملائكتي، اشهدوا إني قد أعطيتهم ما طلبوا، وأمنتهم مما خافوا، وأدخلهم الجنة برحمتي (٤) ".
وفي الخبر عن رسول الله ﷺ أن الله ﵎ يقول: "عبدي اذكرني ساعة بالغداة وساعة بالعشيّ، أكفك ما بينهما".
وفي بعض الكتب المنزلة أن الله ﵎ يقول: يا ابن آدم ما أجبرك! تسألني، فأمنعك لعلمي بما يصلحك، ثم تلح عليّ في المسألة، فأجود برحمتي وكرمي عليك، فأعطيك ما سألتني، فتستعين بما أعطيك على معصيتي، فأهمّ بهتك سترك، فكم من جميل أصنعه معك، ومن من قبيح تعمله معي. يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا.
وفي بعض الكتب المنزلة أيضا: يقول الله ﵎: عبدي، إلى كم تستمر
_________
(١) صححه الحاكم في المستدرك، وضعفه الذهبي في التلخيص.
(٢) رواه الترمذي ٣٣٧٥، وابن ماجه وصححه ابن حبان.
(٣) رواه ابن المبارك في الزهد.
(٤) مسلم ٦٣٢.
1 / 9