285

ودخلت سنة تسعين وألف

استهلت بالأحد، وجاءت الأخبار من الجهات المكية والبلاد الشامية في سابع الشهر المذكور، فرأيت كتابا كتبه بمحروس منى يقول فيه: إن الحج كان هذا العام قويا والركب كثيرا. وكان الحج المصري والشامي متوفرا، وكذا العراقي مجتمعا، وأن جملة الأمراء قدر أربعة وعشرين أميرا، وأن اليماني حجاجه أيضا كان واسعا، وأن المحطة بلغت للجميع إلى وادي محسر وجمرة العقبة، والأسعار مع الكثرة رخية، الكيلة بستة كبار، وأن في عسكر الشامي زيادة على العادة، الخيل كانت قدر ألف مع الأمير الشامي من غير العسكر، وأما الأمير المصري فعادته، وأمير الشامي يسمى خليل، وكان الأوامر في مكة له حال دخوله لا للشريف. جاءوا بحرامية إليه فأمر بقطع رؤوسهم لديه، وكانت هذه الزيادة لأجل الأوهام التي قد بلغتهم في سابق الأيام، ورجع الشريف من الحجاز داخلا مكة بعد أن سكن فيه قدر سنة مترددا فيه وفي المدينة، وزادوا في رتب العراق وتلك الأفاق لما بلغهم أن العماني في العام الماضي حكم على بعض تلك البلاد التي بين عمان والإحساء؛ ولأجل لا يحصل من اليمن خلل، أو من غيره من بلاد العجم، وجاءت الأخبار بأن عساكر السلطان استفتحت بعض الجهات في أطراف بلاد الفرنج وهزموهم وكسروا شوكتهم.

وأمر الملك المهدي الولاة الذين كانوا عنده بالعود إلى بلادهم كبني الجرموزي وغيرهم.

Bogga 595