Farxadda Waqtiga
بهجة الزمن
Noocyada
[190/أ] وفي يوم السبت ثاني شهر شوال مات الشريف محمد بن عبد الله بن عامر بن علي بقصر صنعاء، كان في الدار التي فوق باب القصر الخارجي دار علي آغا بقصر المذكور، ساكنا بها هو وأبوه من وقت دخولهم صنعاء وخروج حيدر باشا عنها، وكان المذكور محترقا جاروديا، يتحامل على صحابة المصطفى، ويأكل لحومهم بالأهواء، فلا قوة إلا بالله، استعار مني كتاب(الاستيعاب) للحافظ بن عبد البر ، فوضع في بعض هوامش الكتاب من الشتم ما يقشعر الجلد عنه، فطمسته وأزلته؛ لأنه كتبه من غير معرفة ولا احترام لكتب غيره وهو أعظم معصية، ثم طلب بعد ذلك عارية فلم أعره، لمحقه للكتب وتغيير مقاصد المصنفين، وما لا يحل ذكره من السب، وذكرت عند ذلك قول إسماعيل المقري في الروض في باب الوصايا: أن أجهل الناس من تعرض للصحابة بالسب[190/ب] مع أنه لم يكن له من المعرفة بدقائق العلم وحقائقه، وكان إذا اتفقت شيء من المسائل موجها إلى غيره عارضها بالوهم الباطل، والغلط العاطل، والخروج عن مقصد السائل، وكان عاطلا عن غير معرفة المثالب والمناقب كما هو حال الإمامية وغلاة الشيعة فإنهم يجتهدون في تقول ما وجدوه من المثالب والمناقب، وما شجر بين الأوائل، هذا غاية مرماه، وصيده الذي كان يهواه.
ومرة اتفق أنه صلى بجنبي جماعة، فأحصر الإمام في الركعة الثانية، ففتح عليه فقلت له بعد تمام الصلاة: هذا فتح بعد تأدية الواجب على قول من قال بالفتح، وهو مفسد للصلاة، فقال: رحمته، فاعجب!.
ومرة قلت له: ما ينبغي سب الصحابة، فأجاب علي بقوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} فتجارى على تحريف القرآن كما ترى، وجعل الصحابة رضي الله عنهم ممن يدعون من دون الله بمثابة الكفار، فاستوحشت من عقيدته هذه، ونفرت نفسي عنه، فلم أكالمه بعد ذلك إلا جوابا.
Bogga 540