227

ووصلت إليه قبائل صعدة من البلاد الشامية والخولانية رغبة من القليل والأغلب فيهم الرهبة. وجهز الفقيه أمير الدين بن أحمد العلفي الأموي إلى تهامة، وأمره أن يبني البرك في أطراف بلاد الحرامية، فوصل المذكور إلى صبيا وسكن فيها، وتعذر عليه النفوذ إلى حيث أمر إليها، ثم لم يلبث أن توفي بصبيا، وكان المذكور قد بقي متوليا مدة طويلة لعدن، وعمر فيه مسجدا قريب الساحل باسطوانتين وثلاثة عقود. وكان المهدي أحمد بن الحسن قد كتب إلى البلاد النجدية وإلى شريف مكة يطلب منهم الطاعة، فكان جواب الشريف بركات الإجمال، وأنه مثل واحد من أشراف اليمن لا يجهل الحق ولا يترك ما فيه الصلاح للمسلمين ولا يرضى بالمحق، إلا أنه يخشى إذا حصل تغيير من السلطان [184/ب]. ثم تحرك بعد ذلك في شهر رجب إلى بلاد نجد ويقال: أنه بلغ إلى بيشة ، كل ذلك منه لتسكين بلاده، وخشية لا يحصل تغيير عليه في جهاته.

Bogga 530