Farxadda Waqtiga
بهجة الزمن
Noocyada
والأمور عجيبة فإنه كغيره ممن شرطها في دعوة الإمام المتوكل الأيام السابقة، وهو من جملتهم والله يصلح المسلمين، قال بعض من سمع من خواصه: أن سبب هذا منه أنه لما كان قد طلب من أحمد بن الحسن زيادة ولاية على بلاده الأولة، وأن أحمد بن الحسن كان وعده ثم طال مطله، وكان وصل عند ذلك جواب من قاسم بن المؤيد بأنه قد ولاه بلاد أبيه جميعا، عرضه على أحمد بن الحسن ظانا نجاز الوعد، وأن هذا الكتاب محركا له في ذلك الأمر، فعاود لذلك، ثم حصل من صاحب الباب الداخلي صاحب الحجرة والدرجة التحيير له في بابه لاستئذانه، فكان سببا في إزعاجه.
والحسن بن المتوكل بايع للمهدي أحمد بن الحسن وبنى على الوصول إلى حضرته، فلما وصل قريب الصلبة لقاه أولاد النقيب سعيد المجزبي بخط بأيديهم من المهدي إليه أن يرد لهم ما أخذه من مراكب والدهم التي أخذها عليهم، فتحامق من ذلك، وقال: هذا أول فائدة من المهدي يقصد قاسم صاحب شهارة ترك بيعة هذا، فسار إلى شهارة، وبايع القاسم ثانيا بعد البيعة الأولة التي لأحمد بن الحسن، ثم نزل إلى حبور، ثم أمره قاسم بالعزم إلى حصن مبين بحجة ليكون ردا للرتبة الذي أرسلهم إلى الصلبة، فسار إليه.
وظهرت دبا واسعة حتى دخلت من داير صنعاء من سوائل نقم، وطلعت إلى سطوح البيوت في القطيع، ودخلت قصر صنعاء[130/ب] وانتشرت في كثير من الجهات اليمانية في بلاد الظاهر والجوف في بلاد صنعاء وبلاد الحيمة والعرشي وبني مطر وسائر الجهات، وشرعت في أكل الزراعة، فضرت مع كثرتها، فلله الأمر، والجراد الكثيرة التي انتشرت في الأغلب تكون للفتن المنفتحة.
Bogga 457