153

ما كل من رام المعالي ناقدا

فيها ولا كل الرجال فحول

وحسين بن المتوكل إسماعيل بن القاسم بضوران، فصرف فيما عنده من الخزانة وأعطى منها جماعة، وتغير بسبب ذلك خاطر صنوه محمد بن الإمام؛ لكونه الوصي والمسند إليه في الخزانة الكلام، وخزائن الإمام مفرقة في ضوران وصنعاء والسودة وشهارة، بحيث أن منها ما أخذه بعض من يتعلق بهم على كثرتها، فإنه أخذ الفقيه حسين الجملولي صندوقا ذهبا وهو نسب ابن الإمام ومن أصهاره، ولما حازه في يده وفرح بأخذه سرق عليه من يده، وهكذا أرزاق الحرام ممحوقة، كما قال الله تعالى :{يمحق الله الربا ويربي الصدقات } ووصلت كتب صاحب حجة[126/أ] السيد علي بن الحسين بن جحاف إلى أحمد بن الحسن، وأرسل له بدفعة وأرسل ببعضها إلى قاسم بن المؤيد يتقي بذلك أمره.

وخرب في هذا الشهر بيت بصنعاء قريب مسجد عقيل، فهلك فيه أهله قدر أربعة أنفس، وخرب بيت آخر في بير العزب من بيوت اليهود فهلك فيه أهله، ومن جملتهم معلمهم في التوراة.

وفي ضوران خرب بيت على سبعة أنفار، فهلكوا جميعهم، وخرب من البيوت والحدرات كثير لقوة المطر الذي وقع في الرابع الأول، ورخصت أكثر المجلوبات مثل السمن والغنم وغيرها، فلله الحمد.

وأجاب قاسم مع بلاد الأهنوم بلاد وادعة والشرف وظفير حجة وعفار وظليمة إجابة غير كاملة سوى الأهنوم فإنهم مخلصون، واشتبه على كثير من الناس أمرهم وتفرقهم، وكل منهم توقف على البلاد التي أجابته، وتصرف في الأوامر والنواهي بالاستقلال، يدعي الإمامة، ونفوذ الكلام والزعامة.

[126/ب] واتفق أن غريبا من الذين يطلبون الصدقة أنشأ معه مديحة يقول فيه:

وأما قاسم بشهارة قد نشر

وأحمد حسن تعب من ذاك الخبر

فأعجب حيث لم تنطق العامة إلا بذلك، مما يتعجب منه، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

Bogga 452