Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد
Baare
عبد الكريم بن رسمي ال الدريني
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٢هـ
Sanadka Daabacaadda
٢٠٠٢م
Noocyada
صف القتال: "أيُّ ذلك في سبيل الله؟ " فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"١. وقال تعالى في اختلاف النفقة بحسب النيات ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ﴾ [البقرة:٢٦٥]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ [النساء:٣٨]، وهكذا جميع الأعمال.
والأعمال إنما تتفاضل ويعظم ثوابها بحسب ما يقوم بقلب العامل من الإيمان والإخلاص، حتى إن صاحب النية الصادقة - وخصوصًا إذا اقترن بها ما يقدر عليه من العمل - يلتحق صاحبها بالعامل. قال تعالى: ﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ﴾ [النساء:١٠٠] . وفي الصحيح مرفوعًا: "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا"٢، "إن بالمدينة أقوامًا ما سِرْتُم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلى كانوا معكم - أي: في نياتهم وقلوبهم وثوابهم - حبسهم العذر"٣. وإذا هم العبد بالخير ثم لم يقدر له العمل كتبت هِمَّته ونيته له حسنة كاملة. والإحسان إلى الخلق بالمال والقول والفعل خير وأجر وثواب عند الله. ولكنه يعظم ثوابه بالنية. قال تعالى: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء:١١٤] أي: فإنه خير، ثم قال: ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء:١١٤]، فرتب الأجر العظيم على فعل ذلك ابتغاء مرضاته.
وفي البخاري مرفوعًا "من أخذ أموال الناس يريد أداءَها أدَّاها الله عنه. ومن أخذها يريد
_________
(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم: ٢٨١٠، ومسلم في "صحيحه" رقم: ١٩٠٤، بعد ١٥٠.
(٢) أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم: ٢٩٩٦، وفيه: "مثل ما كان".
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم: ٤٤٢٣، ومسلم في "صحيحه" رقم: ١٩١١ بعد ١٥٩.
1 / 16