188

Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد

Baare

عبد الكريم بن رسمي ال الدريني

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٢٢هـ

Sanadka Daabacaadda

٢٠٠٢م

Noocyada

الحديث السادس والثمانون: خذوا عنّي مناسككم عن جابر بن عبد الله ﵄: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ" رَوَاهُ أَحْمَدُ ومُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ١. هذا كلام جامع استدل به أهل العلم على مشروعية جميع ما فعله النبي ﷺ، وما قاله في حجة وجوبًا في الواجبات، ومستحبًا في المستحبات، وهو نظير قوله ﷺ في الصلاة: "صلوا كما رأيتموني أصلي"٢ فكما أن ذلك يشمل جزئيات الصلاة كلها. فهذا يشمل جزئيات المناسك كلها. ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام حسن جدًا في خلاصة حج النبي ﷺ. ذكره في "القواعد النورانية". فقال قدس الله روحه ورضي عنه٣: "وقد ثبت بالنقل المتواتر عند الخاصة من علماء الحديث من وجوه كثيرة في الصحيحين٤ وغيرهما: أنه ﷺ لما حج حجة الوداع أحرم هو والمسلمون من ذي الحليفة. فقال: "من شاء أن يهل بعمرة فليفعل. ومن شاء أن يهل بحجة فليفعل. ومن شاء أن يهل بعمرة وحجة فليفعل" فلما قدموا وطافوا بالبيت وبين الصفا والمروة أمر جميع المسلمين الذين حجوا معه أن يحلوا من إحرامهم ويجعلوها عمرة، إلا من ساق الهدي، فإنه لا يُحل حتى يَبْلغ الهديُ مَحِلَّه، فراجعه بعضهم في ذلك. فغضب، وقال: "انظروا ما أمرتكم به فافعلوه". وكان هو ﷺ قد ساق الهدي، فلم يحل من إحرامه. ولما رأى كراهة بعضهم للإحلال قال: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي. ولجعلتها عمرة، ولولا أن معي الهدي لأحللت". وقال أيضًا: "إني لَبِّدْتُ رأسي وقلدت هديي، فلا أحل حتى أنحر". فحل المسلمون جميعهم إلا النفر الذين ساقوا الهدي، منهم: رسول الله ﷺ، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله. فلما كان يوم التروية أحرم المحلون بالحج، وهم

(١) مضى تخريجه تحت شرح الحديث الخامس والعشرون ص٧٠. (٢) هو الحديث الخامس والعشرون المتقدّم ص٦٩. (٣) "القواعد النورانية" ٩٤-٩٧ ط الفقي. (٤) صحيح مسلم رقم: ١٢١١ بعد ١١٤.

1 / 198