أن ترى معطيًا لما منع الل ... هـ ولا مانعًا لما يعطيه
وقال آخر:
إذا ما كنت متخذًا خليلًا ... فخالل مثل حسان بن سعد
فتىً لا يرزأ الإخوان شيئًا ... ويرزؤه الخليل بغير كدّ
وقال آخر:
ولست بسائل الأعراب شيئًا ... حمدت الله إذ لم يأكلوني
وقال أعرابي:
إنَّ المسائل للرِّجال مذلَّةٌ ... تفنى منافعها ويخلد عارها
وقال آخر:
... ويمسي ليس يملك درهما
يبيت يراعي النَّجم من سوء حاله ... ويصبح ضاحكًا متبسِّما
ولا يسأل المثرين ما في رحالهم ... ولو مات هزلًا عفَّةً وتكرُّما
ولا يسألن من كان يسأل مرَّةً ... وإن كثرت أمواله وتدرهما
وقال ربيعة الرَّقِّي:
ولا تسأل الناس ما يملكون ... ولكن سل الله واستكفه
ولا تخضعنَّ إلى سفلةٍ ... وإن كانت الأرض في كفِّه
فإنَّ الَّلئيم وإن خلته ... كريمًا يذودك عن عرفه
ويرجع محصول أخلاقه ... إلى أصله وإلى صنفه
وكل مقلٍّ وذي ثروةٍ ... فإنّ المنيَّة من خلفه
وقال محمود الوراق:
اسأل العرف إن سألت كريمًا ... لم يزل يعرف الغنى واليسارا
فقليل الشَّريف يكسب مجدًا ... وكثير الوضيع يكسب عارا
وإذا لم يكن من الذُّلِّ بدٌّ ... فالق بالذُّلِّ إن لقيت الكبارا
ليس إجلالك الكبير بذلٍّ ... إنَّما الذُّلُّ أن تجلَّ الصِّغارا
وقال أيضًا:
يا أيها المتعب بزل الجمال ... وطالب الحاجات من ذي النَّوال
لا تحسبنّ الموت موت البلى ... فإنَّما الموت سؤال الرِّجال
كلاهما موتٌ ولكنّ ذا ... أشدُّ من ذاك لذلِّ السُّؤال
وقال محمود بن الحسن النحاس الوراق:
بخلت وليس البخل منِّي سجيَّةً ... ولكن رأيت الفقر شرَّ سبيل
لموت الفتى خيرٌ من البخل للفتى ... وللبخل خيرٌ من سؤال بخيل
فلا تسألن من كان يسأل مرَّةً ... فللموت خيرٌ من سؤال سؤل
لعمرك ما شيءٌ لوجهك قيمةٌ ... فلا تلق إنسانًا بوجه ذليل
وقال ابن المعتز:
يا ربَّ جودٍ جرّ فقر امرئٍ ... فقام للنَّاس مقام الذَّليل
فاشدد عرى مالك واستبقه ... فالبخل خيرٌ من سؤال البخيل
وقال أعرابي لص:
وإنِّي لأستحيى من الله أن أرى ... أطوف بحبلٍ ليس فيه بعير
وأن أسأل المرء اللَّئيم بعيره ... وبعران ربِّي في البلاد كثير
وفي التمهيد أبيات في هذا المعنى ذوات عدد حسان لم أذكرها ها هنا.
باب انتظار الفرج
قال رسول الله ﷺ: " انتظارالفرج بالصبر عبادة ".
ويروى لأبي محجن الثقفي:
عسى فرجٌ يأتي به الله إنَّه ... له كلَّ يومٍ في خليقته أمر
عسى ما ترى ألاَّ يدوم وأن ترى ... له فرجًا ممَّا ألحّ به الدَّهر
إذا اشتدَّ عسرٌ فارج يسرًا فإنَّه ... قضى الله أنَّ العسر يتبعه اليسر
وقال الأضبط بن قريع:
لكلِّ ضيقٍ من الأمور سعه ... والمسى والصُّبح لا بقاء معه
وقال آخر:
كن عن همومك معرضًا ... وكل الأمور إلى القضا
وابشر بخيرٍ عاجلٍ ... تنسى به ما قد مضى
فلربَّ أمرٍ مسخطٍ ... لك في عواقبه الرِّضا
كان يقال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو.
قال الشاعر:
كن لما لا ترجو من الأمر أرجى ... منك يومًا لما له أنت راج
إنَّ موسى مضى ليطلب نارًا ... من ضياء رآه والَّليل داج
فأتى أهله وقد كلَّم الل ... هـ وناجاه وهو خير مناج
وكذا الأمر كلَّما ضاق بالنَّا ... س أتى الله فيه ساعةً بالانفراج
وقال منصور الفقيه:
1 / 34