وكان يتعلم عند الشيخ مبارك بن سليمان بن ذهل ومنه تعلم الشعر وله في الحفظ ما فاق به أهل زمانه وكان عالما بأشعار العرب وسيرهم وتواريخهم ومحاوراتهم، ناهيك بعلم اللغة فإنه أخذها بحذافيرها، وغاية ما حفظ من أشعار العرب أربعين ألف بيت؛ ما كان من الثلاثة إلى الواحد، وأما القصائد الكبار فلا تحصى، وكان ينظم القصيدة في ليلة وله ديوان أكثره تغزل فلما تبقر في العلم مزقه ثم صرف قريضه في نظم الشريعة، وتفرقت قصائده في البلدان وذهب أكثرها فمن الذاهب قصيدة في الولاية والبراءة غير اللامية المشهورة وقصائد في الصلاة والأحكام تزيد على أربع قصائد وقصيدة في الضاد والطاء نحو مائتي بيت، وقيل إنه تبقر في العلم وشاعت تصانيفه في الآفاق وهو ابن أربع عشرة سنة والدعائم من آخر ما نظم، وقال ابن زكريا في حقه: إنه أشعر العلماء وأعلم الشعراء. ونقل عن ابن النظر أنه قال: أنا أحفظ وقد نومتني أمي في المهد، وقد علقت حول رأسي شمراخ بسر أبيض أي جزء من عذق فيه بسر وهو الرطب قبل نضجه فانطلقت عنز فلاكته فصحت، فطردتها جارية عني، ثم رجعت فلاكت الخرقة التي علي فصادفت ابهام رجلي فصحت فطردتها الجارية أيضا وأخذتني أمي والدم يسيل من رجلي، فنظرت فإذا أنا ابن عشرين يوما!." ا.ه وكان معاصرا للشيخ فاضل بن عبدالله القلهاتي وكان عالم عصره والشيخ أبي عمر النخلي الذي ذكره في احدى قصائده وكان من أخص أصدقائه وكان يختلف إليه وهو عالم في الفقه.
Bogga 129