248

واستدلالنا في ذلك من طريقين: أحدهما: طريق النقل وهو المشار اليه بقول الناظم: (لكل شيء خالق ..الخ البيت)، وثانيهما: طريق العقل وهو المشار إليه بقوله: (لو كان خالق سواه.. الى آخر الأبيات)، أما قوله: (لكن لنا في فعلنا اكتساب.. الخ) فاستدراك لما قد يتوهم من الإستدلال على نفي خلق العبد لفعله أن الأفعال منسوبة اليه تعالى جبرا فرفع ذلك التوهم حيث أثبت للعبد في فعله اكتسابا يثاب عليه ويعاقب عليه { لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } البقرة : 286 { تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } البقرة : 134 ، ثم أخذ في ثبوت تقرير هذا الإكتساب بقوله: (من ثم قد نيل به.. الخ) أي من أجل أن الإكتساب ثابت للخلق في أفعالهم قد نالوا به أعلى الرتب وتفاوتوا في ذلك كل بحسب اجتهاده، ثم استثنى من جملة ما ينال بالإكتساب النبوات وصرح بأنها ليست مما يكتسب لأنها من الأشياء التي يختص بها ربنا من يشاء فيضعها حيث يشاء من غير أن يتقدم للعبد اكتساب لأسبابها وتهيئ لمرتبتها إذ لا أسباب لها حتى يصح تعاطيها بخلاف غيرها.

Bogga 281