227

فأوردها ماء قليلا أنيسه يحاذرن عمرا صاحب الفترات فبطل حمل الآية على الوجه الأول أن لو وافقناهم أن الخطاب في الآية للمؤمنين والكافرين جميعا من حيث أنه يلزمهم القول بدخول الأنبياء النار مع المؤمنين فيكون كتاب الله ناطقا بتكذيبهم في [قوله تعالى: { أولئك عنها مبعدون ( لا يسمعون حسيسها } ](_( ) ساقطة من (ب). _) الأنبياء : 101 و102 وقوله تعالى: { يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ( ونسوق المجرمين الى جهنم وردا } مريم : 85 و86 ، وقوله تعالى: { يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه } التحريم : 8 وذكر في آية أخرى قوله: { ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته } آل عمران : 192 فيلزمهم على مقالتهم هذه تناقض هاتين الآيتين وكلاهما خبر لا يأتي النسخ على أحدهما، ولكنا لا نسلم أن الخطاب في الآية للمؤمنين والكافرين بل لا نقول إلا أنه متوجه للكافرين فالورود عندنا هو الدخول نفسه على هذا التأويل، فإن قيل: أما في قوله تعالى: { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } مريم : 72 دليل على ما تعلقت به المرجئة. فالجواب أن قوله { ننجي } ليس فيه دليل على دخولهم النار لأن التنجية تكون من الشيء المخوف المترقب وقوعه كقولك: نجيت زيدا من القتل، فإن زيدا لم يقتل بعد وإنما قارب ذلك الأمر الذي يترقب وقوعه، وللمثبتين للورود لجميع الأمة أقاويل نضرب صفحا عن ذكرها مخافة التطويل، وبالجملة فحكمهم حكم من قبلهم من أنهم كفار نعمة لا شرك مالم يظهر منهم رد لتنزيل فيحكم عليهم بالشرك، هذا كله إذا قالوا إن الداخلين في النار هم المؤمنون والفاسقون جميعا(_( ) فلو قالوا بدخول الأنبياء خيف عليهم الوقوع في كفر الشرك والعياذ بالله. _).

Bogga 260