"عن ابن عباس قوله: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } إلى آخر الآية؛ وهو كقوله: { والوزن يومئذ الحق } يعني بالوزن: القسط بينهم بالحق في الأعمال والحسنات ..الخ" وفيه برقم [24610]: "عن مجاهد في قول الله: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } قال: إنما هو مثل؛ كما يجوز الوزن كذلك يجوز الحق، قال الثوري: قال ليث عن مجاهد: { ونضع الموازين القسط } قال: العدل".
وجاء في "تفسيره" (5/432) عن مجاهد أيضا تفسير الميزان بالقضاء العادل حيث يقول برقم [14333]: "حدثني المثنى قال: حدثنا أبوحذيفة قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: { والوزن يومئذ } القضاء".
وبرقم [14334]: "حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن مجاهد: { والوزن يومئذ الحق } قال: العدل". كما فسر الموازين بالحسنات في قوله برقم [14339] و[14342]: "حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد: { فمن ثقلت موازينه } قال: حسناته". ا.ه
ولهذا عد بعضهم الميزان معيارا لبيان المحق من المبطل يوم القيامة وفي هذا يقول أبو حامد الغزالي: "ميزان الأعمال معيار يعبر عنه بالميزان، وإن كان لا يساوي ميزان الأعمال ميزان الجسم الثقيل، كميزان الشمس، وكالمسطرة التي هي ميزان السطور، وكالعروض ميزان الشعر". ا.ه نقلا عن "سير أعلام النبلاء" للذهبي (14/334). وقد أجاد أيما إجادة لأن الناس يسمون هذه الأشياء موازين ومن ذا يقول أن ميزان العروض ميزان حسي، ومن الأدلة على أن الميزان ينصرف إلى غير المعهود قوله تعالى: { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان } [الحديد : 25]وليس المراد هنا الحسي كما هو معلوم، واعتبار القائلين بأنه ميزان حسي له كفتان وعمود يقابله أن العصر الذي نعيشه يوجد به من الموازين الالكترونية ما هو أكثر دقة من الميزان ذي العمود والكفتين ولكن حمل الناس الآية على ما هو مألوف لديهم هو الذي أوقعهم في هذا.
Bogga 232