189

(171)(أما الحساب فهو تمييز العمل خيرا وشرا ليراه من فعل) أي حساب الله لخلقه يوم القيامه إنما هو تمييز الأعمال الحسنة من الأعمال القبيحة فيرى الفاعل أعماله الخيرية وأعماله الشرية، وليس الحساب يومئذ كحساب بعضنا لبعض لإستلزامه التشبيه الذي يحيله العقل ويبطله النقل، هذا ما عليه الأصحاب رحمهم الله تعالى والذي أقوله: أنه لا بأس أن يكون الحساب يوم القيامة هو الحساب المتعارف فيما بيننا، ويكون المحاسب يومئذ هو خلق من خلقه تعالى جعله لذلك فلا يلزم على هذا المعنى ما ذكر من التشبيه والقول به عندي أولى؛ لأن ظواهر الآيات والروايات دالة عليه فلو قيل بغيره لزم صرف كثير من الآيات والروايات على خلاف ظاهرها مع امكان الأخذ بالظاهر، فمن تلك الآيات قوله تعالى: { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها } النحل : 111 ففي هذه المجادلة النص الصريح على ما قدمت ذكره من بيان الحساب ومنها قوله تعالى: { حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ( وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا.. الآية } فصلت : 20 و21 ففي هذه الآية ما يدل على أن هنالك مخاطبة وتكلما وشهودا، وكذا قوله تعالى: { اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم.. } يس : 65 وكذلك قوله تعالى: { وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد } ق : 21 .

Bogga 222