174

(145)(وهوكلام جاء بالنظم الأتم على معان فيه ارشاد الأمم) أي يجب التصديق على جهة الإذعان بالأنبياء جميعا وبالرسل جميعا، وبالملائكة جميعا وبما أنزل الرحمن من الكلام على رسله، فالإيمان واجب بكل واحد من هذه الأصناف جملة، ويجب علينا أن نخص محمدا - صلى الله عليه وسلم - وما أنزل عليه بالإيمان، فلا يجزي الإيمان به مع جملة الرسل ولا الإيمان بالقرآن مع جملة الكتب، وكذا يجب علينا أن نخص بالإيمان من قامت علينا الحجة برسالته أو نبوته من الأنبياء والرسل الذين من قبله - صلى الله عليه وسلم - ، وقوله: (وهو كلام دل.. الخ) هذا تفسير لما أنزل الرحمن؛ أي الذي أنزله ربنا هو كلام دل بالنظم التام على معان ترشد الأمم إلى نجاتها وإلى فلاحها وصلاحها، وجملة ما أنزل الله من الكتب على ما في بعض الروايات مائة كتاب وأربعة كتب؛ خمسون منها على شيث، وثلاثون على ادريس فتلك ثمانون، وعشرة صحف على إبراهيم، وعشرة على موسى قبل التوراة فتلك مائة، والتوراة على موسى، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى، والقرآن العظيم على نبينا الكريم عليه وعليهم أفضل صلاة وأكمل تسليم.

(146)(والكل مخلوق لإمكان العدم ولإنفراده تعالى بالقدم)

أي كل واحد من الكلام المنزل على الرسل مخلوق، لا شيء منها متصف بالقدم، لا التوراة ولا الإنجيل ولا الزبور ولا القرآن ولا غيرها من سائر الكتب، وذلك لأدلة عقلية ونقلية؛

أما العقلية فمنها أن الكلام المنزل ممكن فناؤه وكل ما أمكن عدمه استحال قدمه، ومنها أنه تعالى منفرد بالقدم فلو كان الكلام أو شيء منه قديما للزم بطلان انفراده تعالى بالقدم، وقد قام البرهان على وجوب انفراده بذلك فلا قديم غيره.

Bogga 207