Bahja-ta Tawfiiqiyah
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Baare
د .أحمد زكريا الشلق
Daabacaha
دارالكتب والوثائق القومية
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
1426هـ /2005 م
Goobta Daabacaadda
القاهرة / مصر
هذا وبإجتماع الدونانمتين المصرية والعثمانية تألفت منها قوة عظيمة بحرية لم | يسبق وجودها في بحر اليونان أثناء هذه الحروب لكن لم توقع هذه القوى | المجتمعة الرعب في قلوب البحرية اليونانيين لتدربهم على الحروب البحرية | ومعرفتهم بمسالك البحار ومفاوزها ، بل جمع أميرال العدو سفنه الصغيرة | السريعة السير وأتى بها في 5 سبتمبر سنة 1824 لمهاجمة الدونانمات المتحدة ، | وكانت تتقدمه الحراقات فلما قربت سخر منها المصريون لصغرها ولم يدر | بخلدهم أنها تحمل النار في جوانبها وتحرق كل ما تلمسه من السفن ، كبيرة كانت | أو صغيرة ، أما العثمانيون فلمكابدتهم غير مرة نيران هذه الحراقات وما تجلبه من | | الضرر لجأوا إلى الفرار وولوا الأدبار فتبعهم العدو بحراقاته حتى لحقهم وتمكن | من اضرام النار في السفينة الحاملة قبطان باشا وفي خمسة مراكب أخرى فعجز | العثمانيون عن إطفاء النار وقصروا في إطفائها وإخماد سعيرها فتركوا سفنهم | تستعر نارا ونزلوا في الزوارق قاصدين فرض الأناضول ليتخلصوا من كيد هذا | العدو الذي لم يقدر على مقاومته لشجاعة اليونانيين وتعريضهم أنفسهم | للتهلكة لإحراق سفنهم ولو أفضى ذلك لإحراق السفينة ومن فيها ولا يخفي ما | في ذلك من الخطر لأن قابوذان الحراقة ملتزم بأن يكون بحذاء سفينة العدو | ويربط فيها سفينته بخطاطيف من الحديد بعد وضع النار في البارود الموجود بها | والمعلق على جوانبها ثم ينزل هو ومن معه إلى زورق صغير ويلجأ إلى الفرار حين | يكون عسكر العدو مشتغلين بإطفاء النار والهرب فرارا من الموت حرقا .
هذا ما كان من أمر الدونانمة العثمانية وأما إبراهيم باشا فإنه ولو فقد | مساعدة العثمانيين له فلم يخطر بباله الهرب من أمام العدو قط ، بل قابل سفنه | بنيران المدافع المحكمة الطلقات حتى أمكنه أن يتخلص من شرهم ثم أقلع قاصدا | بلاد ( موره ) ، ولكن لسوء حظه لم يتيسر له إنزال عساكره إلى البر لمعاكسة | العدو له لا سيما وقد أحرق العدو بالقرب من جزيرة ( كريد ) أحدى سفنه | وأخذ منه خمس سفن جسيمة فيها ألفا عسكري بري ولما لم يتمكن من إنزال | عساكره رجع إلى جزيرة ( رودس ) وبعد أن استراح وأراح عساكره أقلع منها | قاصدا جزيرة ( كريد ) وترك سليمان بيك مع فرقته لحماية ( رودس ) .
Bogga 117