Bahja-ta Tawfiiqiyah
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Baare
د .أحمد زكريا الشلق
Daabacaha
دارالكتب والوثائق القومية
Lambarka Daabacaadda
الثانية
Sanadka Daabacaadda
1426هـ /2005 م
Goobta Daabacaadda
القاهرة / مصر
أما إبراهيم باشا فكان في داخل بلاد ( موره ) لإتمام نشر الأمن والسكينة بها | فحين بلغه خبر تخريب سفنه في واقعة ( ناوارين ) عاد إلى هذه البلدة وأبرق | وأرعد لكن لم يجده ذلك نفعا ولذا اختار خطة الدفاع عن خطة الهجوم وتحصن | في مينائي ( كورون ) و ( مودون ) وما جاورهما وأمر سليمان بيك بالبقاء في | ( تربيولتسا ) وكان قد عين حاكما لها ريثما تأتيه أوامر جديدة . ولما وصل خبر | هذه الواقعة إلى دار الخلافة أرسل الباب العالي إلى الدول الثلاث المتحدة بلاغا | يطلب به عدم التداخل بينه وبين رعاياه اليونانيين وأن يدفعوا له عوضا عن | السفن التي فقدت في الوقعة المذكورة ويعتذروا له عما وقع منهم ، فعند ذلك | أعلنت الروسيا بحرب الدولة العلية وبارزتها عدة وقائع كان الحرب فيها سجالا | بين الطرفين ، ثم كانت الغلبة للروسيا وانتهت الحرب بالتوقيع على معاهدة | ( أدرنة ) وسنأتي على ذكرها في محلها وفي هذه الأثناء تمكن اليونانيون بمساعدة | | الدول الأدبية ، ومساعدة فرنسا المادية ، إذ أرسلت لمساعدتها جيشا عظيما تحت | إمرة الجنرال ( ميزون ) ، من استرجاع أهم مواقعهم الحربية .
ثم في 3 أغسطس سنة 1828 اتفق محمد علي باشا والي مصر مع الدول | المتحدة على إخلاء ( موره ) بشروط وهي : أولا أن والي مصر يتعهد بإعادة من | أسر من اليونان وغيرهم في واقعة ( ناوارين ) وبتحرير من بيع منهم للأهالي ، ثانيا | أن الأميرال الإنكليزي يتعهد بإرجاع من أسر من المصريين وكذلك السفن التي | أخذت أثناء الحرب ، ثالثا أن الجيوش المصرية تخلي ( موره ) في أسرع وقت | وينقلهم أمير مصر إلى الإسكندرية على سفنه ، رابعا أن السفن المصرية في حالتي | ذهابها وإيابها تكون مخفورة بسفن فرنساوية وإنكليزية ، خامسا أن اليونانيين | المقيمين بمصر بإختيارهم لا يجبرون على تركها ماداموا غير مكرهين على البقاء | فيها وكذلك من يريد أن يعود مع المصريين بدون إكراه ولا إجبار ، سادسا يجوز | لإبراهيم باشا أن يترك في ( موره ) عددا من العساكر لا يزيد على ألف ومائتين | للمحافظة على ( مودون ) و ( كورون ) و ( ناوارين ) و ( بتراس ) و ( كستل تورنيز ) أما | باقي النقط الأخر فلا بد من الجلاء عنها بدون إمهال . |
رجوع إبراهيم باشا إلى مصر وانتهاء حرب اليونان :
فلما عرض هذا الوفاق على إبراهيم باشا أخذ الغيظ منه كل مأخذ لما رأى | من أن تعبه لم يعد عليه بأقل نفع ولم يمكنه الإمتناع لتهديد سفن الدول له بحرا | وجيش فرنسا برا ، فأصدر أوامره لسائر الفرق التي في داخل بلاد اليونان | بالسير إلى الثغور للرجوع إلى مصر ولسليمان بيك وكان مقيما بالأيه في مدينة | ( تريبولتسا ) بترك المدينة بعد هدم قلاعها وأسوارها ، فأخلى المصريون سائر | البلاد تدريجيا ودخلها الفرنساويون بدون معارضة ولا ممانعة إلا ( بتراس ) فدخلها | الجنرال ( ميزون ) عنوة بعد مقاومة خفيفة . |
Bogga 133