مهدت بالغزل الرقيق لمدحه
وأردت قبل الفرض أن أتنفلا
يا من مديحي فيه صدق كله
فكأنما أتلو كتابا منزلا
يا من ولائي فيه نص بين
والنص عند القوم لن يتأولا
ولعل البهاء زهيرا كان يشعر بما يكتنف مذهبه الجديد في الشعر من تنقيص خصومه، ومن ضعف الأذواق التي أفسدها التكلف عن تذوقه؛ لذلك كان يسلك في الشعر الرسمي، شعر المديح، المذهب القديم غالبا؛ ويظهر عليه، في كثير من الأحيان، أنه يحاول غير ما في طبعه، حتى إذا هتفت بالشعر عواطفه، عاد إلى مذهبه السهل البسيط الخالي من التصنع، القريب من الفطر.
ولمذهب البهاء زهير خصوم نجد صدى أحكامهم في قول صاحب كتاب «مرآة الجنان وعبرة اليقظان» لليافعي اليمني المتوفى سنة 768:
قال ابن خلكان: وكل شعره لطيف، وذكر شيئا منه في تاريخه، ولكن للاختصار والتخفيف لم أكتب شيئا منه، ولا أعجبني ولا قوى عزمي الضعيف.
لكن لمذهب البهاء زهير مريدون كثيرون يرون شعره لطيفا من السهل الممتنع، كما نقلنا عن ابن خلكان.
Bog aan la aqoon