Badr Talic
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع
Daabacaha
دار المعرفة
Goobta Daabacaadda
بيروت
والإنكار على بعض المتعلقين بأعمال الْأَمَام المهدي كالفقيه علي الجرافي وَمن يشابهه فَمَا زَالُوا بالإمام المهدي حَتَّى اعتقله قبل مَوته بِنَحْوِ عَام ثمَّ اسْتمرّ مَحْبُوسًا إِلَى أَيَّام مَوْلَانَا الْأَمَام الْمَنْصُور بِاللَّه علي بن الْعَبَّاس حفظه الله فأفرج عَنهُ فَخرج إِلَى بَيته وَقد ثقل سَمعه وضعفت قوته لعلو سنه وَمَعَ ذَلِك فَمَا زَالَ يُقرئ من يطْلب الْقِرَاءَة عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ شغف بِالْعلمِ وَله عرفان تَامّ بفنون الِاجْتِهَاد على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا وَله شُيُوخ عدَّة وَقد اختصر الإصابة وَكتب مجلدًا يشْتَمل على أَسَانِيد الْكتب العلمية إِلَى مصنفيها وَترْجم جمَاعَة من رجال الإسناد وَهُوَ في حكم المعجم وَله كتاب آخر ذكر فِيهِ تراجم لأهل عصره وَكَانَ لَهُ عناية كَامِلَة بِعلم السنة وَيَد قَوِيَّة فِي حفظهَا وَهُوَ عَامل بِاجْتِهَاد نَفسه لَا يُقَلّد أحدًا وَاسْتمرّ مشتغلًا بنشر الْعلم مُجْتَهدا في الطَّاعَات حَتَّى توفاه الله في لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة ١١٩٩ تسع وَتِسْعين وَمِائَة وَألف وَله أَوْلَاد أعلمهم عبد الحميد بن أَحْمد وَله عرفان كَامِل فِي عُلُوم الِاجْتِهَاد مَعَ سمت ووفور عقل وجودة فهم وَقُوَّة إِدْرَاك وَهُوَ على طَريقَة وَالِده في الْعَمَل بالأدلة ومولده حَسْبَمَا ذكر لي بِخَطِّهِ سَابِع عشر شهر جُمَادَى الأولى سنة ١١٧٥ خمس وَسبعين وَمِائَة وَألف وَهُوَ الان مكب على طلب الْعُلُوم مشتغل بِالنّظرِ في أَمر معاشه ومعاده مقبل على شَأْنه قد شغلته نَفسه عَن غَيره وَمن شعر وَالِده المترجم لَهُ حَسْبَمَا رَأَيْت ذَلِك بِخَطِّهِ مَنْسُوبا إِلَيْهِ
(يَا ساريا لسرى الْحسن كم أسرت ... عيونه من كميّ حَار في حوره)
(نوافث السحر مِنْهَا قيدته ضحى ... وَالله أعلم مَا كَانَ انْتهى خَبره)
(فاعقل قلوصك واعقل من سريت لَهُ ... فَأَنَّهُ الشَّمْس تعشوا الْعين من نظره)
1 / 114