فصل [في حقيقة محبة العباد لخالقهم عز وجل] في محبة العبيد لله تعالى هي رضوانهم عنه تعالى في السراء والضراء، وأن لا يضيفوا إليه قبيحا بل ينزهونه تعالى عن القبائح تنزيها بليغا في جميع الأفعال والأقوال والتروك وأن يقبلوه بحسب ما يقدرون عليه فيما كلفهم به من فعل وترك حسب الطاقة والإمكان بيسر ومشقة، وقد جعل الله الاتباع في العبادة دليل على المحبة فقال تعالى:[ ] {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم}(1) وقد كتب الله على جميع العباد محبته تعالى برضاهم عنه، والاعتراف به والاعتراف له واتباعهم له تعالى فيما كلفهم به بمعنى أوجب ذلك عليهم وفرضه عليهم .
Bogga 84