فصل يقال أن الله تعالى الخالق الأزلي ولا يقال خالق فيها لم يزل لإيهام اجتماع النقيضين من كون لفظ الخلق يقتضي حدوث المخلوق، وقولك خالق فيما لا يزل يقتضي التقدم من غير تحديد فيؤدي إلى كون الشيء محدث قديم وذلك محال؛ ولأنه يوهم أن مع الله تعالى قديما غيره وذلك محال، وكذلك صفات الله تعالى اللاتي اتصف بها لأجل أفعاله تعالى فهو يوصف بها أزلية باعتبار إمكان ما اتصف تعالى بها لأجله من حدوث ما سيكون من أفعاله تعالى فيقال: لا يزال الخالق الباري المصور المحمود الرب الغفار الشكور الصمد أي: المتمكن من فعل هذه الأشياء لا يزال متمكنا منها عالما بكيفية فعلها أو فعل ما يستحق تعالى منها لأجله كخلق ما يستحق تعالى عليه الشكر وإيجاده تعالى الحامد له تعالى من خلقه ليس أنه تعالى لم يزل فاعلا للأفعال التي اتصف بهذه الصفات لأجلها؛ لأنها كونها مفعولة فوجب أنها كانت معدومة، وكونها لم يزل الله متصفا بها على جهة وجودها توجب كونها قديمة.
فإن قيل: ويقولون: إنه تعالى كان مسلوبا عنها.
قيل: أن يفعلها فيكن علم له.
يقولوا: إنه تعالى كان غير خالق وغير مصور وغير باري وغير محسن وغير متفضل وغير صمد.
Bogga 63