والمعروف: الذي الأمر به فرض كما ذكرنا هو كل واجب فرضه الله تعالى على خلقه من الصلاة، والزكاة، والفطرة، والأخماس، والحج، والصيام وتفاصيل ذلك.
والمنكر: الذي أمر الله تعالى بالنهي عنه وترك ما قد نهى الله تعالى على خلقه من تلك الواجبات وترك تعلم تفاصيلها وترك الجهاد حيث يجب للكفار والبغاة على التفصيل المتقدم، والمنكر أيضا فعل ما أنكره الله تعالى على خلقه إنكار تحريم وحضر كالزنا، وشرب الخمور، وكشف العورات، والربا، وقتل النفس المحرمة، وأكل مال اليتيم، وأحكام الطاغوت وغير ذلك من دفع ولاية الظلمة ودفع الظلمة كالدولتين والأتراك ومن تشبه بهما، وكالمزمار واللهو المحرم واللعب، ونظر الأجانب، والنياحات وغير [48ب] ذلك، ففي ذلك كله فرض الله تعالى الأمر بالمعروف منه والنهي عن المنكر منه فقال الله تعالى مخبرا في معنى الأمر: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}(1) وقال تعالى آمرا: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}(2) وقال تعالى: {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}(3) و}يصنعون}(4) في آية أخرى.
قال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم]: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم سلطانا جائرا لا يجل كبيركم، ولا يرحم صغيركم))(5).
Bogga 236