والوجه الثالث: قوله تعالى: {أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء}(1) أي: فيوحي ذلك الملك إلى الأنبياء ما شاء الله تعالى مما قد أمره الله تعالى به وأوحاه إليه فينزل به إلى الأنبياء من غير زيادة على كلام الله تعالى ولا نقصان، وقد اجتمع للأنبياء والملائكة عليهم السلام أنواع الوحي كلها إلا الرؤيا في النوم في الملائكة لأنهم لا ينامون، قال تعالى فيهم: {وهم لا يسأمون}(2) وقوله تعالى: {إنه علي حكيم}(3) تعليل لكونه تعالى لا يشافه ولا يلاقى في حالة وحيه إلى العباد لكونه تعالى علي {أي: متعال) منزه عن كونه تعالى جسما فيدرك بالرؤية حالة وحيه إلى العباد، وعلي عن أن يحتجب بالحجب على الحقيقة، إذ لا يحتجب على الحقيقة فتحويه الأمكنة المحجوبة إلا جسما، والله تعالى ليس بجسم بل هو تعالى شيء لا يشبه الأجسام ولا الأعراض حكيم تعالى فلا يعيا عليه فعل شيء ولا يجهل الصنائع.
فصل [ ]
والرسالة والنبوة شريعة جديدة وقد تكون لإحياء متقدمة فكل رسول نبي وينعكس.
فصل [ ]
والنبي يجب أن يكون من أشرف منصب بتشريف الله تعالى لذلك المنصب ابتداء بزيادة العقل والصلاحية.
فصل [في حكم النبوة]
والنبوة واجبة عقلا لأن تفصيل الشكر الذي قضى بوجوده العقل لا يعلم إلا على ألسنة الرسل وما لا يتم الواجب إلا به عقلا يجب عقلا.
Bogga 130