103

Badr al-Tamam: Commentary on Lamiyyah of Shaykh al-Islam

بدر التمام شرح لامية شيخ الإسلام

Daabacaha

مركز النخب العلمية-القصيم

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

Goobta Daabacaadda

بريدة

Noocyada

المذهب الثاني: أن الجنة باقية والنار تفنى: وهذا المذهب روي عن قليل من السلف والخلف (^١)، ونقل عن عمر، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وغيرهم، والصحيح أن ذلك لا يصح عن أحد من الصحابة (^٢).
المذهب الثالث: التوقف في فناء النار: يلتمس ذلك في كلام ابن القيم في «حادي الأرواح» (^٣)، وإن كان يبدو أنه يميل إلى القول بفناء النار. وجنح إلى هذا من المعاصرين الشيخ عبد الرزاق عفيفي (^٤).
والصحيح الذي تدل عليه الأدلة المتواترة من الكتاب والسُّنة القول بخلود الجنة والنار وأبديتهما، منها قوله تعالى عن الجنة: ﴿جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ [البينة:٨].
وقوله سبحانه عن النار: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا﴾ [الأحزاب:٦٤ - ٦٥].
والشاهد من الآيات ذكر الخلود المؤبد، حيث لم يكتف بذكر مجرد

(^١) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي ص (٢٢٤).
(^٢) راجع في ذلك: «تنبيه المختار على عدم صحة القول بفناء النار» للعلوان.
(^٣) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم ص (٣٨٧، ٣٨٨).
(^٤) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي ص (٢٤٤).

1 / 107