إيضاح المفصل وفك المشكل، واقرأ البلاغة كما يراها حكيم الهند١، يقول حكيم: البلاغة معرفة السليم من المعتل وفرق ما بين المضمن والمطلق وفصل ما بين المشترك والمفرد٢، ويعرفها سقراط بأنها: استكشاف الحقائق٣، ويقسمها الكندي ثلاثة أنواع: فنوع لا تعرفه العامة ولا تتكلَّم به، ونوع بالعكس، ونوع تعرفه ولا تتكلم به وهو أحمدها٤، ويقول: يجب للبليغ أن يكون قليل اللفظ كثير المعاني٥، وذكر بزرجمهر فضائل الكلام ورذائله، فقال: فضائله أن يكون صدقًا وأن يقع موقع الانتفاع وأن يُتكلم به في حينه وأن يحسن تأليفه وأن يستعمل منه مقدار الحاجة، ورذائله بالضد ... إلخ٦، وقال أبرويز لكاتبه: الكلام أربعة: سؤالك الشيء وسؤالك عن الشيء وأمرك بالشيء وخبرك عنه، فإذا طلبت فأسجح وإذا سألت فأوضح وإذا أمرت فاحكم وإذا أخبرت فحقَّق. وقال أيضًا: واجمع الكثير مما تريد في القليل٧، ولعل ثعلبًا حين ذكر في صدر كتابه "قواعد الشعر" أقسام الشعر وأنها أمر ونهي وخبر واستخبار٨، قد تأثر بذلك الرأي.
وبعد، فقد تعاونت هذه الطبقات في خدمة البيان، ولها جميعًا أثرها في نشأته وتطوره.
_________
١ ٨٧، ٧٩/ ١ البيان، ٢٠-٣٨ صناعتين، ١٤٤/ ١ زهر.
٢ ٨٨/ ٢ البيان والتبيين.
٣ أصول النقد الأدبي للشايب.
٤ ٢١٩/ ١ العمدة.
٥ ٣٥/ ١ المستطرف.
٦ ١٨٣ الموازنة.
٧ ١٠ أدب الكاتب.
٨ ص١١ قواعد الشعر.
1 / 13