113
أخلف منك. وقال الحسن١: أما تستحيون من طول ما لا تستحيون٢. وقال: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه٣ من كل شيء. وقال علي٤ بن عبد الله بن عباس وقد ذكرت عنده بلاغة بعض أهله: إني لأكره أن يكون مقدار لساني فاضلًا عن مقدار علمي، كما أكره أن يكون مقدار علمي فاضلًا على مقدار عقلي. وقال لقمان٥ لابنه: إياك والكسل والضجر، فإنك إذا كسلت لم تؤدِّ حقًا، وإذا ضجرت لم تصبر على حق. وقال بعض الواعظين٦: كان الناس ورقًا بلا شوك، فصاروا شوكًا بلا ورق. وحدثني الأسدي٧ قال: قيل لأبي دؤاد الإيادي٨، وبنته تسوس دابته: أهنتها يا أبا دؤاد، فقال: أهنتها بكرامتي كما أكرمتها بهواني٩. وقال زهير "من البسيط":

١ نسبها الجاحظ لعبد الواحد بن زيد "١٠٢/ ٣ بيان". ٢ ويروى: تستحون، وهو الأولى. ٣ الفاعل يعود على الله، وقد ورد مظهرًا في رواية الصناعتين. ٤ من أعيان التابعين وجد الخلفاء العباسيين، توفي سنة ١١٨، وفي البيان "٧٤/ ١" نسبتها لمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وروايته بالهاء بدل ياء المتكلم. ٥ نبي وحكيم وردت قصته وآثار من حكمته في القرآن الكريم. ٦ نسبها الجاحظ لأبي الدرداء، وروايته: "كان الناس ورقًا لا شكوك فيه، وهم اليوم شوك لا ورق فيه" "٧٣/ ٣ بيان"، وفي موضع آخر نسبها لأبي ذر "١٤٧/ ٢". ٧ راوية أديب وأستاذ من أساتذة ابن المعتز واسمه محمد بن هبيرة الأسدي ويعرف بصعودا. وتوفي نحو عام ٣٠٥هـ "١١٠ فهرست، ٣٧٠/ ٣ تاريخ بغداد". ٨ أبو دؤاد بن جرير الإيادي مشهور باللسان والخطابة، وأحد من يجيد قريض الشعر وتحبير الكلام، وله كلمات في بلاغة الخطابة "٤٩-٥١/ ١ بيان"، وتوفي في أوائل عهد العباسيين. ٩ يريد: خدمتها لي كبيرًا حفظًا لكرامتي كما كانت خدمتي لها وأنا شاب حفظًا لكرامتها.

1 / 127